Thawrat Islam Wa Batal Anbiya

Muhammad Lutfi Jumca d. 1373 AH
153

Thawrat Islam Wa Batal Anbiya

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

Genres

ولكن هذه الجماعة الجاهلية الشاذة، التي لم يهدها الله قبل الإسلام لمكرمة من مكارم الأخلاق، تراها دائبة على الأخذ بالثأر كأنه دين منزل أو دين واجب الأداء! فأهل الفخذ أو البطن أو القبيلة كلهم مؤاخذون بالجريمة التي يقترفها أحدهم فتقتل الجماعة لقاء الفرد فتحدث الفتن ويشيع الفتك (حرب البسوس، الكتاب الثاني ، فصل: ثارات العرب في الجاهلية)؛ ولذا يقول الله لأولي الألباب منهم:

ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون (سورة البقرة).

فكانوا يجهلون التعاون على البر والتقوى ويعلمون المسئولية القبلية التي لا تتجزأ

Responsabilité collective

فكل فرد مسئول في الجرائم عن جماعته لأنه جزء منها، فيستشفى صاحب الدم بقتل أي فرد من قبيلة القاتل، أو يتعاون قوم القاتل على الدية.

3

ولهذه الوحشية أثر في حياة النبي

صلى الله عليه وسلم

فقد رفع زعماء قريش التسعة إلى أبي طالب حين طلبوا إليه أن يسلم إليهم محمدا بعمارة بن الوليد ليأخذه عوضا عنه (الأغاني، ص56، ج9)، وجعلوه فدى للرسول الذي صحت عزيمتهم على قتله، قاتلهم الله وقتلهم! ومن طريف الشرائع أن الفرنسيين يطبقون على القبائل في مستعمراتهم العربية بشمال أفريقيا (قانون المسئولية المشاعة)، فإذا أجرم عربي عوقبت القبيلة بفعله. ونسي الفرنسيون أن القرآن فيه نص صريح:

ولا تزر وازرة وزر أخرى .

Unknown page