صوت مصطفى راشد: الحقيقة أن همه الأول هو الحب، أو بالأحرى النساء!
صوت سمارة في نبرة مرتابة: أهذا هو همك حقا؟ - بلا زيادة ولا نقصان.
واستدرج صوتها صوت علي السيد للإجابة، فقال: همي الأول هو النقد الفني!
صوت مصطفى راشد متهكما: كلام فارغ، همه الحقيقي هو الحلم، الحلم في ذاته بصرف النظر عن محتواه، أما النقد فهو لا ينقد إلا مجاملة لصديق، أو هجوما على عدو، أو لابتزاز قدر من المال! - ولكن كيف يريد للحلم أن يتحقق؟ - لا يهمه ذلك البتة، ولكن إذا جادت الجوزة بالنعيم، دعك أنفه الهائل وقال: تأملوا يا أولاد المسافة التي قطعها الإنسان من الكهف إلى الفضاء! يا أولاد الزنا سوف تلهون بين النجوم كالآلهة.
واتجه التحقيق نحو أحمد نصر، فتردد صوته قائلا: همي الأول هو الستر!
صوت مصطفى راشد متطفلا: هذا الرجل له شأن آخر، هو مثلا مسلم، يصلي ويصوم، وزوج مثالي يقف من نساء العوامة موقف المصريين من الأحداث، ولعل همه الأول هو أن تتزوج كريمته!
صوت خالد عزوز: هو الوحيد فينا الذي سيعيش بعد الموت.
وضاق أنيس بوحدته الصاخبة، فنادى عم عبده ليغير ماء الجوزة. وتمثل العملاق في لحظات حضوره كالموجود الوحيد في خلاء صوتي. وصوت قال إن همه الأول هو التذكر، وآخر قال بل إن همه هو النسيان. وساءل أنيس نفسه: لماذا وقف التتار عند الحدود؟!
وهتف صوت ليلى زيدان: لا هم لي!
صوت خالد عزوز: أو إنني همها الأول!
Unknown page