ويقول المعجم الأثري إنهم كانوا يعبدون هرمز رب الحكمة والمعرفة عندهم باسم قدموس، «وإنه كان يقال عنه: إنه مخترع الزراعة والحدادة وصناعات الحضارة على التعميم، وإن الشعراء الأقدمين لم يكن لهم علم بمقدمه أكان من الشرق أم من مصر أم من فينيقية، ولما قيل أخيرا: إنه من فينيقية قرنوا اسمه باختراع حروف الأبجدية التي يعرف الإغريق جيدا أنهم أخذوها من الفينيقيين».
والثابت بعد هذا كله من الواقع - فضلا عن أخبار التاريخ - أن الحروف اليونانية القديمة كالحروف العربية، وأنهم كانوا يكتبونها من اليمين إلى الشمال كما نكتب العربية اليوم، وأنها بأشكالها وأسمائها ذات معنى في اللغات السامية، ولا معنى لها في لغة من اللغات الأوروبية، وأن انتقالها كان مقرونا بانتقال صناعات الكتابة وأدواتها وما يتصل بها من الصناعات الأخرى، وأن اليونان تعلموا الملاحة وفنونها ممن سبقوهم: أي من أمم البحر الأبيض الشرقية، وأن النقوش وأسماء المواقع في البلاد اليونانية ترجح وصول العرب بحضارتهم إلى تلك البلاد في زمن قديم سابق على الأقل لشيوع أسماء «لاريسا»: أي العريش، و«عسكرا»: أي العسكر، وفندس
أي: الجبل العظيم.
على أن اقتباس اليونان من العرب يظهر لنا من تشابه الكلمات في اللغتين، ولا سيما الألفاظ التي تدل على أصل متشعب في العربية، أو تدل على نظام المعيشة الغالب على الأمة وطول العهد به في موطنه ومستقره.
فالبرج في اليونانية برجوس
Πύργος
ومادة الباء والراء ومثليتهما أصيلة في الدلالة على الظهور والعلو: كبرز وبرض وبرع وبرق، ومعنى البروج والتبرج والأبراج شائع في المادة العربية.
ولا شك في سبق العرب إلى الفرس والسيف والقناة.
والفرس في اليونانية
ΦΟράδα
Unknown page