376

لو أن رسالة القوس مشتملة بكاملها على إصابة الغرض لأثبتها هنا ولكن جمع في نظم عقدها بين الجوهر والعرض وبراعة استهلالها غاية لا تدرك.

وهي ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا.

ومن غاياتها بعد ذلك قوله منها صورة مركبة ليس لها من تركيب النظم إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم.

وممن أصاب الغرض بالغازه في القوس الشهاب الأعزازي بقوله:

ما عجوز كبيرة بلغت عمرا ... طويلا وتتقيها الرجال

قد علا جسمها صفار ولم تشك ... سقاما ولا عراها هزال

ولها في البنين سهم وقسم ... وبنوها كبار قدر نبال

صفي الدين الحلى ملغزا فيه:

وما اسم سراه في البروج وإنما ... يحل به المريخ دون الكواكب

إذا قدر الباري عليه مصيبة ... عدته وحلت في صدور الكتائب

الشيخ بدر الدين بن الصاحب:

لله مملوك إذا ... ما قام في الشغل اعترض

Page 134