324

Tib al-madaq min tamarat al-awraq

طيب المذاق من ثمرات الأوراق

Publisher

مكتبة الجمهورية العربية، مصر

السفر، وألقت هناك رحالها ركائب المطر، وزرنا باب الرحمة من الأرض، وزارنا باب الرحمة من السماء، وصرنا من الصالحين عند زيارة الأقصى فمشينا على الماء وحمدنا الأوطان والأقطار، واستمرت السحب حتى عادت كحجر موسى تتفجر منها الأنهار، وأقمنا في بيوت أذن الله أن يرفع شأنها، ويسبح فيها بالغدو والآصال سكانها، وكان معنا شخص يلقب بالخلد سكن بيتا حسنا، وغمض عينه على لارفاق تغميضا بينا.

فقال مولانا الصاحب ما تقول في بيته فقلت ما أقول في جنة الخلد وشكا قوم عشرة هذا الرجل فكتبت على ورقتهم أصبروا على ما يفعلون، وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعلمون، ثم دخل الناس على الأبواب الصاحبية افواجا، وما ترك أحد منهم منهاجا ذا ناحية إلا منهاجا ومكثنا في البيوت إلى أن صحا الأفق من غمامه، وحسر عن وجهه للأبصار فضل ثلامه، وقمنا لبقية المشاهد قاصدين، ولتلك المباني المعظمة شاهدين ومشاهدين، فعاودنا الصخرة بقلوب قد لانت، ونثرنا على مواطىء القدم دموعا عزت بلمسها ولا نقول هانت، ونظرنا آثار قديمة تذهل عيون النظارة، وآثارا متجددة في هذه الدولة القاهرة تقصر عنها العبارة، ومحاسن يقف

Page 82