139

Thulāthiyyat al-Burda Burdat al-Rasūl ṣallā Allāh ʿalayhi wa-ālīhi wa-sallam

ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Publisher

دار الكتب القطرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٠

Publisher Location

الدوحة

Genres

ونكتشف أن شوقي قد استفاد ممن سبقه في كتابة المدائح النبوية وممّن نهج نهج بردة البوصيري مثل البارودي وغيره وقد حاول بموهبته الكبيرة أن يتفوق عليهم من حيث بساطة الوصف ومن حيث المقابلة الشديدة «فمحمد صفوة الباري ورحمته.. وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة حتى الورود» أي أنه هو الذي يملك كل شيء بأمر الله، وهو المقدّم في الكون حتى على الأنبياء الذين اختارهم الله، على جبريل صاحب الوحي وأمينه. إن اختيار شوقي للألفاظ في هذا الجزء يؤكد أنه وصل إلى درجة راقية جدا في اختيار أقل الألفاظ غرابة وأبسط الألفاظ معنى، وذلك ليصل المعنى لكل سامع لهذه القصيدة، فلعل هدفه الرئيسي هو نشر هذه القصيدة على السنة العامة قبل الخاصة وبين بسطاء المسلمين قبل علمائهم.
٤- مولد الرسول ﷺ ووصف المسلمين من حوله: -
لم يتناول كعب غرض الوصف لمولد الرسول ﷺ فهذا الغرض لم يسبق للجاهليين أو المخضرمين أمثال كعب التطرق إليه، فهو لم يكن يعرف بالتفصيل كيف ولد الرسول الكريم ولم يكن قد استقر هذا الوصف في أذهانهم وطرأ عليها ولم يكن الرسول ﷺ قد سمح بالكتابة في مثل ذلك على الرغم من تأصل هذه الدلالات والاشارات والبشائر بميلاد الرسول ﷺ وما صحبه من ايات إلهية وأحداث كونية لا يعلمها ولا يقوم بها إلا الله ﷾ (تنبيها لعباده وإشارة لهم بخلق جديد كان معلوما منذ عهد أبي الأنبياء إبراهيم ﵊، وتحقق في هذا اليوم بخلق سيد الخلق أجمعين) فكعب لم يكن قد تعمّق في الإسلام ولم يكن قد تعرف تعرفا جيدا على ملامحه وأصوله ومع ذلك فقد جاء كعب إلى الرسول ﷺ ليمنحه السلام والأمان فلما منحه الرسول ﷺ بغيته أنشأ يقول القصيدة وهو لم يترك عبادة الأصنام إلا في لحظته وساعته فلم يرتب ولم يقصد إلى مدح الرسول ﷺ من خلال ميلاده وإنما من خلال مجلسه في المسجد ومن حوله رجال الاسلام فركز على مدح الرسول ومدح المسلمين ولم يصف ميلاد

1 / 149