249

Muṣṭalaḥāt fī kutub al-ʿaqāʾid

مصطلحات في كتب العقائد

Publisher

درا بن خزيمة

Edition Number

الاولى

Genres

من حصر الإمامة بالشخص وهو الإمام المنصوص عليه - بزعمهم - إلى حصرها بالنوع، وهو الفقيه الشيعي.
وهم بذلك يُقرون بضلال أسلافهم، وفساد مذهبهم بمقتضى هذا القول.
لكنهم يعدون هذا المبدأ ولاية الفقيه نيابة عن المهدي حتى يرجع، فهم لم يتخلوا عن أصل مذهبهم، ولهذا أصبح هذا الاتجاه لا يختلف عن مذهب البابية؛ لأنه يزعم أن الفقيه الشيعي هو الذي يمثل المهدي، كما أن الباب يزعم ذلك، ولعل الفارق أن الخميني يعد كل فقهائهم أبوابًا.
رابعًا: أن الذين قالوا بولاية الفقيه يرون أن حكومتهم الحاضرة أول دولة إسلامية يعني شيعية مع أنه قد قامت حكومات شيعية، ولكنها ليست محكومة من قبل الآيات - الفقهاء - ولذا عدوا حكومتهم هذه أول دولة إسلامية.
خامسًا: أن هذه النظرية تدل على إفلاس الفكر الشيعي وتناقضه فيه؛ إذ كيف يتلقون تعاليمهم من طفل غاب في السرداب - كما يزعمون _.
ثم ما هذا التناقض العجيب؟ فإذا صدقنا وتنزلنا معهم أن الأئمة لم يجلسوا إلى معلمين، وإنما أخذوا علمهم عن طريق الإلهام، فهل الفقهاء - أيضًا - لم يجلسوا إلى معلمين؟
ثم كيف خلعوا عليهم رداء العصمة كما خلعوها على الأئمة؟
سادسًا: أن في هذه النظرية حطًا من شأن النبوة: ذلك أنهم عدوا المجتهد حاكمًا، وعدوا الرد عليه ردًا على الإمام، والردُّ على الإمام - عندهم - رد على الله، والرد على الله يقع في حد الشرك.
فلماذا تجاوز الشيعة رسول الله ﷺ أم أن الإمامة والاجتهاد الشيعي في منزلة دونها النبوة والرسالة؟ ١.

١_ انظر كشف الأسرار ص٢٠٧.

1 / 251