121

Tazkiyat an-Nafs

تزكية النفوس

Publisher

دار العقيدة للتراث

Publisher Location

الإسكندرية

Genres

كلها لله وأن العبد نفسه أولى بالتقصير والذم والعيب والظلم والحاجة، - وكلما ازداد شهوده لذله ونقصه وعيبه وفقره ازداد شهودًا لعزة الله وكماله -وحده -غناه. ومنها: أن يعلم بره - سبحانه -فى ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له ولو شاء لفضحه بين خلقه، ومنها مشاهد حلم الله ﷿ فى إمهال راكب الخطيئة ولو شاء لعاجله بالعقوبة فيحدث له معرفة ربه - سبحانه -باسمه " الحليم ". ومنها: معرفة فضل الله فى مغفرته فإن المغفرة فضل من الله وإلا فلو أخذك بمحض حقه كان عادلا محمودًا وإنماعفوه بفضله لا باستحقاقك فيوجب له ذلك شكرًا ومحبة وإنابة ومعرفة باسمه " الغفار ". ومنها: أن يكمل لعبده مراتب الذل والخضوع والانكسار والافتقار وهى أربعة مراتب: المرتبة الأولى: ذل الحاجة والفقر، وهذه عامة فى جميعالخلق. المرتبة الثانية: ذل الطاعة والعبودية، وهو خاص لأهل طاعته. المرتبة الثالثة: ذل المحبة فالمحب ذليل بالذات وعلى قدرمحبته يكون ذله. المرتبة الرابعة: ذل المعصية والجناية وحقيقة ذلك هو الفقر. فإذا اجتمعت هذه المراتب الأربع كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم. ومنها: أن اسم " الرزّاق " يقتضى مرزوقًا، و" السميع البصير" يقتضى مسموعًا ومبصرا، كذلك أسماء " الغفور، العفو، التواب" يقتضى من يغفر له ويتوب عليه ويعفو عنه، ويستحيل تعطيل هذه الأسماء والصفات. وقد أشار إلى هذا أعلم الخلق بالله ﷺ حيث

1 / 123