162

تكحل يوم الهياج بالزرق فقلت: يا ابن رسول الله ما أفحل هذه الأبيات وأحسنها فمن قائلها؟ فقال: هذه قائلها ضرار بن الخطاب الفهري يوم الخندق وتمثل بها علي عليه السلام أيام صفين، والحسين يوم الطف، وزيد يوم السبخة، ويحيى بن زيد يوم الجوزجان، ونحن اليوم، قال: فتطيرت له من تمثله بأبيات ما تمثل بها إلا قتيل.

* وبه قال: أخبرنا أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثني أبو زيد العلوي، قال: حدثني أحمد بن سهل، قال: حدثني القاسم بن إبراهيم، عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال: عوتب الحسين بن علي صاحب فخ عليه السلام فيما كان يعطي وكان من أسخى العرب والعجم فقال: والله ما أظن أن لي في ما أعطي أجرا فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}[آل عمران:92] والله ما هو عندي وهذه الحصاة إلا بمنزلة، يعني المال.

* وبه قال: حكى مشايخنا أن الداعي الحسن بن زيد رحمه الله بلغه أن قوما قالوا فيه: إنه ميناث لا عقب له لصلبه فمن يرث ملكه فأنشأ يقول:

من جرد السيف خاف الناس سطوته

قالوا: عقيم فلم يولد له ولد

فقلت: من علقت بالسيف همته ... ومن أبى الضيم لم يعرض له أحد

والمرء يخلفه في أهله ولد

Page 204