92

Taysir Bi Sharh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Publisher

مكتبة الإمام الشافعي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Publisher Location

الرياض

اشْتغل بِمَا يزلفه إِلَى الله من الْعِبَادَة فَنَاسَبَ ذكر الرَّحْمَة فَإِذا خرج انْتَشَر فِي الأَرْض ابْتِغَاء فضل الله أَي رزقه فَنَاسَبَ ذكر الْفضل (د عَن أبي حميد) السَّاعِدِيّ (أَو أبي أسيد) بِفَتْح السِّين بضبط المُصَنّف (هـ عَن أبي حميد) السَّاعِدِيّ وَأَسَانِيده صَحِيحَة لَا حَسَنَة فَقَط (إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد) وَهُوَ متطهر (فَلَا يجلس) ندبا مؤكدا (حَتَّى يُصَلِّي) فِيهِ (رَكْعَتَيْنِ) تَحِيَّة الْمَسْجِد والصارف عَن الْوُجُوب خبر هَل عليّ غَيرهَا قَالَ لَا (حم ق ٤ عَن أبي قَتَادَة عَن أبي هُرَيْرَة) (إِذا دخل أحدكُم على أَخِيه الْمُسلم) لزيارة أَو غَيرهَا (فأطعمه من طَعَامه فَليَأْكُل) ندبا وَإِن كَانَ صَائِما نفلا جبر الخاطرة (وَلَا يسْأَل عَنهُ) أَي عَن الطَّعَام من أَي وَجه اكْتَسبهُ (وَإِن سقَاهُ من شرابه فليشرب وَلَا يسْأَل عَنهُ) كَذَلِك لأنّ السُّؤَال عَن ذَلِك يُورث الضغائن وَيُوجب التباغض (طس ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة) وَإِسْنَاده لَا بَأْس بِهِ (إِذا دخل أحدكُم على أَخِيه الْمُسلم) وَهُوَ صَائِم (فَأَرَادَ أَن يفْطر) وقدّم إِلَيْهِ طَعَاما (فليفطر) ندبا لما مرّ (إِلَّا أَن يكون صَوْمه ذَلِك رَمَضَان أَو قَضَاء رَمَضَان أَو نذرا) أَو كَفَّارَة أَو نَحْو ذَلِك من كل صَوْم وَاجِب فَإِنَّهُ لَا يحل لَهُ الْفطر لأنّ الْوَاجِب لَا يجوز تَركه لسنة (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب رمز الْمُؤلف لحسنه (إِذا دخل أحدكُم إِلَى الْقَوْم) جمَاعَة الرِّجَال (فأوسع لَهُ) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي أوسع لَهُ بعض الْقَوْم مَكَانا يجلس فِيهِ (فليجلس) فِيهِ ندبا فَإِنَّمَا هِيَ) أَي هَذِه الفعلة أَو الْخصْلَة الَّتِي هِيَ التفسح لَهُ (كَرَامَة من الله أكْرمه بهَا أَخُوهُ الْمُسلم) يَعْنِي إِكْرَاما من الله لَهُ أجراه على يَد ذَلِك الْأَخ (فَإِن لم يُوسع لَهُ فَلْينْظر أوسعها مَكَانا) أَي مَكَانا هُوَ أوسع أمكنة تِلْكَ الْبقْعَة) فليجلس فِيهِ) وَلَا يزاحم أحد وَلَا يحرص على التصدير كَمَا هُوَ دأب فُقَهَاء الدُّنْيَا وعلماء السوء وَالْحَامِل على التصدر فِي الْمجَالِس إِنَّمَا هُوَ التعاظم والتكبر فإنّ الْعَالم إِذا دخل مَجْلِسا ميز لنَفسِهِ محلا يجلس فِيهِ كَمَا عِنْده من اعْتِقَاده فِي نَفسه رفْعَة مَحَله ومقامه فَإِذا دخل دَاخل من أَبنَاء جنسه وَقعد فَوْقه استشاط غَضبا وأظلمت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَلَو أمكنه الْبَطْش بالداخل فعل فَهَذَا مرض اعتراه وَهُوَ لَا يفْطن أَن هَذِه عِلّة غامصة وَمرض يحْتَاج إِلَى مداواة وَلَا يتفكر فِي منشأ هَذَا الْمَرَض وَلَو علم أَن هَذِه نفس ثارت وَكبر ظهر بالجبلة لبادر باللوم على نَفسه ظهر ولعالج ذَلِك الْمَرَض من قبل حُلُوله برمسه (الْحَرْث) ابْن أبي أُسَامَة والديلمي (عَن أبي شيبَة الْخُدْرِيّ) وَهُوَ أَخُو أبي سعيد وَإِسْنَاده جيد (إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلَا يجلس) ندبا (حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ) تَحِيَّة الْمَسْجِد (وَإِذا دخل أحدكُم بَيته) أَي محلّ سكنه (فَلَا يجلس حَتَّى يرْكَع رَكْعَتَيْنِ) ندبا (فإنّ الله جَاعل لَهُ من ركعتيه) اللَّتَيْنِ يركعهما (فِي بَيته خيرا) أَي كثيرا وَأخذ مِنْهُ حجَّة الْإِسْلَام ندب رَكْعَتَيْنِ لدُخُول الْمنزل كالخروج مِنْهُ وَقد مرّ (عق عد هَب عَن أبي هُرَيْرَة) وَأَسَانِيده ضَعِيفَة لَكِن تقوّت (إِذا دخل أحدكُم على أَخِيه) فِي الْإِسْلَام وَهُوَ فِي بَيته (فَهُوَ) أَي صَاحب الْمَكَان الْمَالِك منفعَته (أَمِير عَلَيْهِ) أَي على الدَّاخِل مَا دَامَ عِنْده (حَتَّى) أَي إِلَى أَن (يخرج من عِنْده) فَلَيْسَ للداخل التقدّم على ربّ الْمنزل أَو وليه فِي صَلَاة وَلَا غَيرهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا ينْصَرف حَتَّى يَأْذَن لَهُ عد عَن أبي أُمَامَة) الباهليّ بِإِسْنَاد ضَعِيف (إِذا دخل الضَّيْف على الْقَوْم) فِي بُيُوتهم (دخل برزقه) بِمَعْنى أَنه تَعَالَى يُبَارك للمضيف فِي معيشته ويخلف عَلَيْهِ قدر مَا يتَكَلَّف للضيف وَزِيَادَة (وَإِذا) ضيفوه ثمَّ (خرج) من عِنْدهم (خرج بمغفرة ذنوبهم) يَعْنِي يقارن خُرُوجه حُصُول

1 / 93