Taysir Bi Sharh
التيسير بشرح الجامع الصغير
Publisher
مكتبة الإمام الشافعي
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Publisher Location
الرياض
التَّصَدُّق مِنْهُ بِالصَّرِيحِ أَو مَا ينزل مَنْزِلَته حَال كَونهَا (غير مفْسدَة) بِأَن لم تجَاوز الْعَادة وَلم تقصر وَلم تبذر بِخِلَاف مَا لَو اضْطربَ الْعرف أَو شكت فِي رِضَاهُ فَيحرم (كَانَ لَهَا) أَي الْمَرْأَة (أجرهَا) أَي الصَّدَقَة أَي مثله (بِمَا) أَي بِسَبَب الَّذِي (أنفقت) غير مفْسدَة وَالْبَاء للسَّبَبِيَّة (ولزوجها) عبر بِهِ لكَونه الْغَالِب وَالْمرَاد الحليل (أجره بِمَا كسب) أَي بِسَبَب كَسبه (وللخازن) أَي الَّذِي النَّفَقَة بِيَدِهِ أَو الْحَافِظ لَهُ أَي الْمُسلم إِذْ لَا نِيَّة لكَافِر (مثل ذَلِك) الْأجر بِالشّرطِ الْمَذْكُور (لَا ينقص بَعضهم من أجر بعض شَيْئا) فهم فِي أصل الْأجر سَوَاء وَإِن اخْتلف قدره والْحَدِيث وَإِن لم يكن فِيهِ أَمر الزَّوْج لكنه مُسْتَفَاد من عَادَة الْحجاز فِي إِجَازَته للزَّوْجَة والخازن وَالتَّقْيِيد بِعَدَمِ الْإِفْسَاد فِي الخازن مُسْتَفَاد من قَوْله فِي الزَّوْجَة غير مفْسدَة والعطف عَلَيْهِ (ق ٤ عَن عَائِشَة) وَفِي الْبَاب غَيرهَا
(إِذا أنفقت الْمَرْأَة من بَيت) فِي رِوَايَة من كسب وَفِي أُخْرَى من طَعَام (زَوجهَا عَن) وَفِي رِوَايَة من (غير أمره) أَي فِي ذَلِك الْقدر الْمعِين بعد وجود إِذن سَابق بِصَرِيح أَو عرف (فلهَا نصف أجره) يَعْنِي قسم مثل أجره فِي الْجُمْلَة وَإِن كَانَ أَحدهمَا أَكثر (ق د عَن أبي هُرَيْرَة)
(إِذا انفلتت دَابَّة أحدكُم) أَي فرت وَخرجت مسرعة (بِأَرْض فلاة) أَي قفر لَا مَاء فِيهَا لَكِن المُرَاد هُنَا بَريَّة لَيْسَ فِيهَا أحد كَمَا يدل لَهُ رِوَايَة لَيْسَ بهَا أنيس (فليناد) بِأَعْلَى صَوته (يَا عباد الله احْبِسُوا عليّ دَابَّتي) أَي امنعوها من الْهَرَب (فَإِن لله فِي الأَرْض حَاضرا) أَي خلقا من خلقه إنسيا أَو جنيا أَو ملكا لَا يغيب (سيحبسه عَلَيْكُم) أَي الْحَيَوَان المنفلت فَإِذا قَالَ ذَلِك بنية صَادِقَة وَتوجه تامّ حصل المُرَاد بعون الْملك الْجواد (ع وَابْن السّني طب عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله قَالَ ابْن حجر حَدِيث غَرِيب تفرد بِهِ مَعْرُوف بن حسان وَهُوَ مُنكر الحَدِيث
(إِذا انْقَطع شسع نعل أحدكُم) بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة سَيرهَا الَّذِي بَين الْأَصَابِع (فَلَا يمش) ندبا (فِي) النَّعْل (الْأُخْرَى) الَّتِي لم تَنْقَطِع (حَتَّى يصلحها) أَي النَّعْل الَّذِي انْقَطع شسعها فَيكْرَه الْمَشْي فِي نعل وَاحِدَة أَو خف أَو مداس بِلَا عذر لِأَنَّهُ يؤدّي للعثار وَيُخَالف الْوَقار ويخل بِالْعَدْلِ بَين الْجَوَارِح (خدم ن عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن شَدَّاد بن أَوْس) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْوَاو وبمهملة أبي يعلى الْأنْصَارِيّ
(إِذا انْقَطع شسع نعل أحدكُم فليسترجع) أَي ليقل ندبا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون (فَإِنَّهَا) أَي هَذِه الْحَادِثَة الَّتِي هِيَ انْقِطَاع النَّعْل (من المصائب) إِذْ هِيَ تؤذي الْإِنْسَان وكل مَا آذاه فَهُوَ مُصِيبَة والمصائب دَرَجَات (الْبَزَّار) فِي مُسْنده عَن أبي هُرَيْرَة وَضَعفه الهيتمي بكر بن حُبَيْش (عد عَن أبي هُرَيْرَة بِإِسْنَاد) ضَعِيف لضعف خَارِجَة بن مُصعب لكنه تقوى بِتَعَدُّد طرقه
(إِذا أَوَى) بقصر الْهمزَة على الْأَفْصَح (أحدكُم إِلَى فرَاشه) أَي انْضَمَّ إِلَيْهِ وَدخل فِيهِ (فلينفضه) ندبا أَو إرشادا (بداخله إزَاره) أَي أحد جانبيه الَّذِي يَلِي الْبدن أمره بداخله الْإِزَار دون خارجته لِأَنَّهُ أبلغ وأجدى (فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه) بِالتَّشْدِيدِ (عَلَيْهِ) أَي على الْفراش لَا يدْرِي مَا حصل فِي فرَاشه بعد خُرُوجه مِنْهُ إِلَى عوده من الْهَوَام المؤذية (ثمَّ ليضطجع) ندبا و(على شقَّه الْأَيْمن) أولى (ثمَّ ليقل) ندبا (بِاسْمِك رَبِّي وضعت جَنْبي وَبِك) أَي وباسمك (أرفعه) قيل وَلَا يَقُول إِن شَاءَ الله اقتصارا على الْوَارِد (إِن أَمْسَكت نَفسِي) أَي قبضت روحي فِي نومي (فارحمها) أَي تفضل عَلَيْهَا وَأحسن إِلَيْهَا (وَإِن أرسلتها) أَي
1 / 82