Taysir Bi Sharh
التيسير بشرح الجامع الصغير
Publisher
مكتبة الإمام الشافعي
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Publisher Location
الرياض
من الْحق الْوَاجِب فِيهِ وَلَا تطالب بِإِخْرَاج شَيْء آخر مِنْهُ (ت) وَقَالَ غَرِيب (هـ ك) فِي الزَّكَاة (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح
(إِذا أدّيت زَكَاة مَالك فقد أذهبت عَنْك شرّه) أَي الدنيوي الَّذِي هُوَ تلفه ومحق الْبركَة مِنْهُ والأخروي الَّذِي هُوَ الْعَذَاب (ابْن خُزَيْمَة) فِي صَحِيحه (ك) فِي الزَّكَاة (عَن جَابر) بن عبد الله مَرْفُوعا وموقوفا وَهُوَ صَحِيح
(إِذا أذن) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول (فِي قَرْيَة) أَو بلد أَو نَحْوهَا من أَمَاكِن الِاجْتِمَاع (أمنها الله) بِالْقصرِ والمدّ أَي أَمن أَهلهَا (من عَذَابه) أَي من إِنْزَال عَذَاب بهم (فِي ذَلِك الْيَوْم) الَّذِي أذن فِيهِ بِأَن لَا ينزل عَلَيْهِم بلَاء وَلَا يُسَلط عَلَيْهِم عدّوا أَو المُرَاد يمْتَنع قِتَالهمْ (طص عَن أنس) بن مَالك
(إِذا أذن الْمُؤَذّن يَوْم الْجُمُعَة) أَي بَين يَدي الْخَطِيب لِأَنَّهُ الْمَعْرُوف وأمّا الْأَذَان الأوّل فأحدثه عُثْمَان (حرم) على من تلْزمهُ (الْعَمَل) أَي الشّغل عَنْهَا بِمَا يفوتها لما فِيهِ من التَّفْرِيط فِي الْوَاجِب الَّذِي دخل وقته (فَائِدَة) الْأَذَان شرع بعد الْهِجْرَة وَمَا فِي خبر أَن بِلَالًا أذن بِمَكَّة ضَعِيف (فر عَن أنس) بن مَالك بِإِسْنَاد ضَعِيف
(إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا جعل صنائعه) أَي فعله الْجَمِيل جمع صَنِيعَة وَهِي الْعَطِيَّة والكرامة (ومعروفه) أَي حسن صحبته ومواساته (فِي أهل الْحفاظ) بِكَسْر الْحَاء وَتَخْفِيف الْفَاء أَي الدّين وَالْأَمَانَة (وَإِذا أَرَادَ) الله (بِعَبْد شرّ جعل صنائعه ومعروفه فِي غير أهل الْحفاظ) أَي جعل عطاياه وَفعله الْجَمِيل فِي غير أهل الدّين وَالْأَمَانَة والأوّل عَلامَة حسن الخاتمة وَالثَّانِي ضدّه (تَنْبِيه) قَالَ بَعضهم أَصْحَاب الْأَنْفس الطاهرة والأخلاق الزكية اللطيفة يُؤثر فِيهَا الْجَمِيل فينبعثون بالطبع والمروأة إِلَى تَوْفِيَة الْحُقُوق ومكافأة الْخلق بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم وَمن لم يكن كَذَلِك فَهُوَ بالضدّ وَحكى أنّ همام بن مرّة كَانَ قد أَخذ نَاشِرَة من أمّه لما مَاتَ أَبوهُ وعجزت عَن تَرْبِيَته فرّباه وَأحسن إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغ فعل قبيحا فَنَهَاهُ عَنهُ فَتَركه حَتَّى نَام واغتاله (فر عَن جَابر) بن عبد الله بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب فَزعم صِحَّته وهم
(إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا) قيل المُرَاد بِالْخَيرِ الْمُطلق الْجنَّة وَقيل عُمُوم خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (جعل غناهُ فِي نَفسه) أَي جعله قانعا بالكفاف لِئَلَّا يتعب فِي طلب الزِّيَادَة وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا مَا قسم لَهُ (وتقاه) بِضَم الْفَوْقِيَّة وَتَخْفِيف الْقَاف (فِي قلبه) بِأَن يملأه بِنور الْيَقِين ويمنّ عَلَيْهِ بزواجر التَّذْكِير ليؤب وَيَتُوب (وَإِذا أَرَادَ) الله (بِعَبْد شرّا جعل فقره بَين عَيْنَيْهِ) فَلَا يزَال فَقير الْقلب حَرِيصًا على الدُّنْيَا منهمكا فِيهَا وَإِن كَانَ مُوسِرًا (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (فر) كِلَاهُمَا (عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول
(إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فقهه فِي الدّين) أَي فهمه الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة أَو أَرَادَ بالفقه الْعلم بِاللَّه وَصِفَاته الَّتِي تنشأ عَنْهَا المعارف القلبية (وزهده) بِالتَّشْدِيدِ صيره زاهدا (فِي الدُّنْيَا) بِأَن يَجْعَل قلبه معرضًا عَنْهَا محتقرا لَهَا رَغْبَة فِي الدَّار الْآخِرَة (وبصره) بِالتَّشْدِيدِ (عيوبه) أَي عرفه بهَا وَبَينهَا لَهُ ليتجنبها ويحذرها وَمن لم يرد الله بِهِ خيرا يعمى عَن عُيُوب نَفسه قَالَ بَعضهم
(إنّ الْمرْآة لَا تريك ... عُيُوب نَفسك فِي صداها)
(وكذاك نَفسك لَا تريك ... عُيُوب نَفسك فِي هَواهَا)
وَقَالَ المتنبي
(وَمن جهلت قدره نَفسه ... رأى غَيره مِنْهُ مَا لَا يرى)
(هَب عَن أنس) بن مَالك (فر عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ) بِضَم الْقَاف وَفتح الرَّاء ومعجمة نِسْبَة
1 / 63