198

Al-Taysīr bi-sharḥ al-Jāmiʿ al-Ṣaghīr

التيسير بشرح الجامع الصغير

Publisher

مكتبة الإمام الشافعي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Publisher Location

الرياض

رَأس كل خَطِيئَة كَمَا فِي حَدِيث وَلِأَنَّهَا أبْغض الْخلق إِلَى الله وَلِأَنَّهُ لم ينظر إِلَيْهَا مُنْذُ خلقهَا وَلِأَنَّهَا ضرَّة الآخر وَلِأَنَّهُ قد يجرّ إِلَى الْكفْر (فر عَن ابْن مَسْعُود) رمز الْمُؤلف لضَعْفه
(أكبر الْكَبَائِر سوء الظنّ بِاللَّه) بِأَن يظنّ أَنه لَيْسَ حَسبه فِي كل أُمُوره وَأَنه لَا يعْطف عَلَيْهِ وَلَا يرحمه وَلَا يعافيه لأنّ ذَلِك يؤدّي إِلَى الْقنُوط ذَلِكُم ظنكم الَّذِي ظننتم بربكم أرداكم وَلَا ييأس من روح الله إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ وَقَالَ تَعَالَى أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي (فر عَن ابْن عمر) بن الْخطاب قَالَ ابْن حجر وَإِسْنَاده ضَعِيف
(أكبر أمتِي) أَي أعظمهم قدرا (الَّذين لم يُعْطوا فيبطروا) أَي يطغوا عِنْد النِّعْمَة (وَلم يقتر) أَي يضيق (عَلَيْهِم) فِي الرزق (فيسألوا) النَّاس يَعْنِي الَّذين لَيْسُوا بأغنياء وَلَا فُقَرَاء إِلَى الْغَايَة وهم أهل الكفاف الراضين بِهِ وَالْمرَاد من أكبرهم (تخ وَالْبَغوِيّ) أَبُو الْقَاسِم (وَابْن شاهين عَن الجدع) وَيُقَال ابْن أبي الجدع (الْأنْصَارِيّ) وَإِسْنَاده حسن
(اكتحلوا بالإثمد) بِكَسْر الْهمزَة وَالْمِيم وَوهم من أجَاز ضمهَا الْحجر المعدني الْمَعْرُوف قَالَ فِي الْمِصْبَاح كالتهذيب وَيُقَال أَنه معرّب ومعدنه بالمشرق وَهُوَ أسود يضْرب إِلَى حمرَة وَقيل كحل أصبهاني أسود أَي دوموا على اسْتِعْمَاله (المروّح) أَي الْمطلب بِنَحْوِ مسك (فَإِنَّهُ يجلوا الْبَصَر) أَي يزِيد نور الْعين بِدَفْعِهِ الموادّ الرَّديئَة المنحدرة إِلَيْهِ من الرَّأْس (وينبت الشّعْر) بتحريك الْعين هُنَا أفْصح للازدواج وَأَرَادَ بالشعر هدب الْعين لِأَنَّهُ يُقَوي طبقاتها وَهَذَا من أَدِلَّة الشَّافِعِيَّة على سنّ الاكتحال وَاعْتِرَاض العصام عَلَيْهِم بِأَنَّهُ إِنَّمَا أَمر بِهِ لمصْلحَة الْبدن بِدَلِيل تعقيب الْأَمر بقوله فَإِنَّهُ إِلَى آخِره وَالْأَمر بِشَيْء ينفع الْبدن لَا يثبت سنيته لَيْسَ فِي مَحَله لِأَنَّهُ ثَبت فِي عدّة أَخْبَار أَنه كَانَ يكتحل بالإثمد وَالْأَصْل فِي أَفعاله أَنَّهَا للقربة مَا لم يدل دَلِيل آخر والمخاطب بذلك ذُو الْعين الصَّحِيحَة أما العليلة فقد يضرّها (حم عَن أبي النُّعْمَان) الْأنْصَارِيّ بِإِسْنَاد حسن
(أَكثر أهل الْجنَّة البله) جمع ابله أَي الَّذين خلوا من الدهاء وَالْمَكْر وغلبت عَلَيْهِم سَلامَة الصَّدْر وهم عقلاء أَو البليد فِي أُمُور الدُّنْيَا دون الْآخِرَة وَالْمرَاد بكونهم أَكثر أَهلهَا أنّ عدد من يدخلهَا مِنْهُم أَكثر من نسبته مِمَّن يدخلهَا من غَيرهم لَكِن يظْهر أَن أفعل التَّفْضِيل لَيْسَ على بَابه وَالْمرَاد أَنهم كثير فِي الْجنَّة (الْبَزَّار عَن أنس) وَضَعفه
(أَكثر خرز الْجنَّة) أَي خرز أهل الْجنَّة (العقيق) أَي هُوَ أَكثر حليتهم الَّتِي يتحلون بهَا وَقد لَا يقدر وَيكون المُرَاد أَكثر حصبائها (حل عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف بل طرق العقيق كلهَا واهية
(أَكثر خَطَايَا ابْن آدم من لِسَانه) لِأَنَّهُ أَكثر الْأَعْضَاء عملا وأصغرها جرما وَأَعْظَمهَا ذللا (طب هَب عَن ابْن مَسْعُود) وَإسْنَاد حسن
(أَكثر عَذَاب الْقَبْر من الْبَوْل) أَي من عدم التَّنَزُّه عَنهُ لِأَنَّهُ يفْسد الصَّلَاة وَهِي عماد الدّين وَأول مَا يُحَاسب عَلَيْهِ العَبْد (حم هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح (أَكثر مَا أَتَخَوَّف على أمتِي من بعدِي) أَي بعد وفاتي (رجل أَي الافتتان بِرَجُل زائغ (يتَأَوَّل الْقُرْآن) أَي شَيْئا من أَحْكَامه بِأَن يصرفهَا عَن وَجههَا بِحَيْثُ (يَضَعهُ على غير موَاضعه) كتأويل الرافضة مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ أَنَّهُمَا عليّ وَفَاطِمَة يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان الْحسن وَالْحُسَيْن وكتأويل بعض المتصوّفة من ذَا الَّذِي يشفع عِنْده أَن المُرَاد من ذل ذِي يَعْنِي النَّفس وَأَن المُرَاد بفرعون فِرْعَوْن النَّفس وبسليمان سُلَيْمَان الرّوح (وَرجل يري) يعْتَقد (أَنه أَحَق بِهَذَا الْأَمر) الْخلَافَة (من غَيره) مِمَّن هُوَ مستجمع لشروطها فَإِن فتنته

1 / 199