431

Taysīr al-ʿAzīz al-Ḥamīd fī sharḥ Kitāb al-Tawḥīd

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Editor

زهير الشاويش

Publisher

المكتب الاسلامي،بيروت

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Publisher Location

دمشق

بالأسباب المأمور بها، فحينئذ إذا توكل على الله، فهو حسبه، فالتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض، وإن كان مشوبًا بنوع من التوكل، فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزًا، ولا عجزه توكلًا، بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها. ذكر معناه ابن القيم.
قال عن ابن عباس: قال: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ ١ قالها إبراهيم ﷺ حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾ ٢. رواه البخاري.
ش: قوله: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ﴾ أي: كافينا فلا نتوكل إلا عليه، كما قال: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ ٣ أي كافيه. كما قال: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ ٤.
قوله: ﴿وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ أي: نعم الموكل إليه المتوكل عليه; كما قال ﵎: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ ٥. فقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة التوكل على الله والالتجاء إليه، قال ابن القيم: وهو حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه، وهو الذي يؤمن خوف الخائف، ويجير المستجير وهو نعم المولى، ونعم النصير، فمن تولاه، واستنصر به، وتوكل عليه، وانقطع بكليته إليه، تولاه، وحفظه وحرسه، وصانه، ومن خافه، واتقاه آمنه مما يخاف ويحذر، وجلب إليه كل ما يحتاج إليه من المنافع.
قوله: "قالها إبراهيم ﷺ حين ألقي في النار"، وفي رواية عن " ابن عباس: قال: كان آخر قول إبراهيم ﵇ حين ألقي في النار. ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ ٦ ". رواه البخاري، وقد ذكر الله القصة في سورة الأنبياء [٥١-٧٣] ﵈.

١ سورة آل عمران آية: ١٧٣.
٢ سورة آل عمران آية: ١٧٣.
٣ سورة الطلاق آية: ٣.
٤ سورة الزمر آية: ٣٦.
٥ سورة الحج آية: ٧٨.
٦ سورة آل عمران آية: ١٧٣.

1 / 433