أو هز معاطفًا رشاقًا نضره
إلا ويقول كل راء نظره
هذا قمرٌ بدا بلا نقصان ... تحت الغسق
أو شمس ضحى في غصن فينان ... غض الورق
ما أبدع لاح في صورته
إيناع عذاره على وجنته
لما سقي الحياة من ريقته
فاعجب لنبات خده الريحان ... من حيث سقي
يضحي ويبيت وهو في النيران ... لم يحترق
-٢٢-
كلفني بعض الأصحاب الأعزة، ﵏، أن أنظم في مادته شيئا، فقلت، وزدت الحشوات توشيحًا:
ما هز قضيب قده الريان ... للمعتنق
إلا استترت معاطف الأغصان ... تحت الورق
أفدي قمرا لم يبق عندي رمقا ... لما رمقا
قد زاد صبابتي به والحرقا ... شوقا وشقا
لو فوق سهم جفنه أو رشقا ... في يوم لقا
أبطال وغى تميس في غدران ... نسج الحلق
أبصرتهم في معرك الفرسان ... صرعى الحدق
بدر منعته قسوة الأتراك ... رحمى الشاكي
من ناظره حبائل الأشراك ... والإشراك
كم ضل بها قبلي من النساك ... والفتاك
قاني الوجنات ينتمي للقان ... صعب الخلق
إن قلت أموت في الهوى ناداني ... هذا يسقي
كم جاء جبينه الدجى واقترضا ... صبحا فأضا
كم جرد جفنه حساما ونضا ... والصب قضى
كم أودع ريقه فؤادا مرضا ... من جمر غضا
فاعجب لرضا به شفا الظمآن ... يذكي حرقي
والخد به الخال على النيران ... لم يحترق
يا خجلة خد الورد في جنته ... من وجنته
يا كسرة غصن البان في حضرته ... من خطرته
يا حيرة بدر التم من غرته ... في طرته
لا تعتقدوا الأقمار بالبهتان ... وسط الأفق
أن تشبهه فليس في الإمكان ... ما لم تطق
ما أسعد من أصابه بالحور ... سهم النظر
ما أنعم من تصليه نار الفكر ... طول العمر
أو قيده الحب بقيد الشعر ... عند السحر
أو طوقه بذلك الثعبان ... فوق العنق
أو بات بقفل صدغه الريحاني ... تحت الغلق
-٢٣-
ومن ذلك قول شمس الدين محمد بن علي الدهان، رحمه الله تعالى:
يا بأبي غصن بانة حملا ... بدر دجى بالجمال قد كملا
أهيف
فريد حسن ما ماس أو سفرا
إلا أغار القضيب والقمرا
بيدي لنا بابتسامه دررا
في شهد لذ طعمه وحلا ... كأن أنفاسه نسيم طلا
قرقف
مورد الخد فاتر المقل
يفوق ظبي الكناس بالكحل
وينثني كالقضيب في الميل
من حمل ردف مثل الكثيب علا ... نيط بخصر كأضلعي نحلا
مخطف
ظبي من الترك يقنص الأسدا
مقرطق قد أذابني كمدا
حاز بديع الجمال فانفردا
واهًا له لو أجار أو عدلا ... لمستهام بهجره نحلا
مدنف
غزال سرب جماله شرك
سر اصطباري عليه منتهك
لكل قلب هواه منتهك
علم قلبي الولوع والغزلا ... طرف له بالفتور قد كحلا
أوطف
لله يوم به الزمان وفى
إذ من بالوصل بعد طول جفا
حتى إذا ما اطمأن وانعطفا
أسفر عنه اللثام ثم جلا ... وردا بغير اللحاظ منه فلا
يقطف
فظلت من فرط شدة القرح
إذ زارني والرقيب لم يلح
ألثم أقدامه من الفرح
وقلت إذ عن صدوده عدلا ... أهلا بمن بعد جفوة وقلا
أسعف
-٢٤-
راقني هذا الوزن، وسلب لبي برؤية أزهاره التي أينعت في رياض الحزن، فأحببت تجربة القريحة، فقلت:
لا تحسب القلب عن هواك سلا ... وإنما حاسدي الذي نقلا
حرف
أسلو ولا صبر لي ولا جلد
ونار شوقي وسط الحشا تقد
وكل وجد دون الذي أجد
ما وصل القلب في هواك إلى ... هذا ولو شئت أن ترى بدلا
سوف
في بدر تم للعقل قد قمرا
وفاق شمس النهار والقمرا
وطرفه للأنام قد سحرا
والريق خمر قد حل لي وحلا ... لأنه بالمنى إذا بخلا
يرشف
وجفنه صح سكره وصحا
كم باب حتف لصبه فتحا
وعذر ذاك العذار قد وضحا
1 / 12