348

Tawjīh al-naẓar ilā uṣūl al-athar

توجيه النظر إلى أصول الأثر

Editor

عبد الفتاح أبو غدة

Publisher

مكتبة المطبوعات الإسلامية

Edition

الأولى

Publication Year

1416 AH

Publisher Location

حلب

الحَدِيث لم يَخْتَلِفُوا أَن الحَدِيث الْمُرْسل هُوَ الَّذِي يرويهِ الْمُحدث بأسانيد مُتَّصِلَة إِلَى التَّابِعِيّ فَيَقُول التَّابِعِيّ قَالَ رَسُول الله ﷺ
واكثر مَا تروى الْمَرَاسِيل من أهل الْمَدِينَة عَن سعيد بن الْمسيب وَمن أهل مَكَّة عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَمن أهل مصر عَن سعيد بن أبي هِلَال وَمن أهل الشَّام عَن مَكْحُول الدِّمَشْقِي وَمن أهل الْبَصْرَة عَن الْحسن بن أبي الْحسن وَمن أهل الْكُوفَة عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد النَّخعِيّ وَقد يرْوى الحَدِيث بعد الحَدِيث عَن غَيرهم من التَّابِعين إِلَّا أَن الْغَلَبَة لرواياتهم
وأصحها مَرَاسِيل سعيد بن الْمسيب وَهُوَ فَقِيه أهل الْحجاز ومقدمهم وَأول الْفُقَهَاء السَّبْعَة الَّذين يعد مَالك بن أنس إِجْمَاعهم إِجْمَاع كَافَّة النَّاس
واما مَشَايِخ أهل الْكُوفَة فَإِن عِنْدهم أَن كل حَدِيث أرْسلهُ أحد من التَّابِعين أَو أَتبَاع التَّابِعين أَو من بعدهمْ من الْعلمَاء فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ مُرْسل وَهُوَ مُحْتَج بِهِ وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك عندنَا فَإِن مُرْسل أَتبَاع التَّابِعين عندنَا معضل
قَالَ يزِيد بن هَارُون لحماد بن زيد يَا أَبَا إِسْمَاعِيل هَل ذكر الله أَصْحَاب الحَدِيث فِي الْقُرْآن فَقَالَ بلَى ألم تسمع إِلَى قَول الله تَعَالَى ﴿ليتفقهوا فِي الدّين ولينذروا قَومهمْ إِذا رجعُوا إِلَيْهِم لَعَلَّهُم يحذرون﴾ فَهَذَا فِيمَن رَحل فِي طلب الْعلم ثمَّ رَجَعَ بِهِ إِلَى من وَرَاءه ليعلمهم إِيَّاه
فَفِي هَذَا النَّص دَلِيل على أَن الْعلم المحتج بِهِ هُوَ المسموع غير الْمُرْسل هَذَا من الْكتاب واما من السّنة فَالْحَدِيث الْمَشْهُور المستفيض وَهُوَ قَوْله ﷺ نضر الله امْرأ سمع مَقَالَتي فوعاها حَتَّى يُؤَدِّيهَا إِلَى من لم يسْمعهَا

1 / 400