قال ابن جني: الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم، وفعل، وحرف جاء لمعنى.
فالاسم: ما حسن فيه حرف من حروف الجر، أو كان عبارة عن شخص، فحرف الجر نحو قولك: من زيد وإلى عمرو، وكونه عبارة عن شخص نحو قولك: هذا رجل وهذه امرأة.
والفعل ما حسن فيه قد أو كان أمرًا، فأما قد: فنحو قولك: قد قام وقد قعد وقد تقوم وقد يقعد. وكونه أمرًا نحو قولك: قم واقعد.
والحرف: ما لم يحسن فيه علامات الأسماء ولا علامات الأفعال، وإنما جاء لمعنى في غيره نحو هل، وبل، وقد، لا تقول: من هل، ولا قد هل، ولا تأمر به.
ــ
قال ابن الخباز: (الكلام) في أصل الوضع مصدر، أنشد أبو علي ﵀.
١ - فإن تمس ابنه الشهمي منا ... بعيدًا ما تكلمنا كلاما
وهو عند النحويين عبارة عن الجملة المفيدة فائدة يحسن السكوت عليها، وهي مؤتلفة من اسمين كقولك: زيد ذاهب، أو من فعل واشم كقولك: ذهب عمرو، ولا يحتاج في التأليف إلى الثلاثة/.
وقوله: (الكلام كله ثلاثة أضرب) يصح بتقدير مضاف أي: مادة الكلام والأضرب جمع ضرب، وهو القسم، وإنما انقسم إلى الثلاثة، لأن هذه الأقسام يعبر بها المتخاطبون عن جميع ما يخطر في أنفسهم من المغاني، فلو كان ثم قسم رابع متروك لبقى في النفوس معان لا يمكن التعبير عنها بإزاء القسم الساقط، ألا ترى أنه لو سقط بعض هذه الثلاثة لسقط معناه؟ !
وقوله: (جاء لمعنى) يريد به معنى غير منصرف، ومعنى ذلك أن معنى الاسم =
1 / 62