١٢ - مناقب الشيخ ابن قدامة (إبراهيم بن عبد الله الحنبلي) المتوفى سنة ٦٦٦ هـ وهذا الكتاب يقع في مجلد واحد كما أشار إلى ذلك صاحب كشف الظنون.
١٣ - الفصول الخمسون في النحو، وهو بمكتبة برلين.
مذهبه النحوي:
إذا ما تأملنا مناقشات ابن الخباز للمسائل النحوية ومواقفه من آراء النحاة بصريين وكوفيين، أدركنا بوضوح ميوله للمذهب البصري، إذ كثيرًا ما كان يبطل المذهب الكوفي، ويدمغه بالفساد، مبينًا أسباب ذلك، وأيضًا مما يقوي لدينا الحكم بميله البصري: أنه كثيرًا ما يعبر عن البصريين بقوله: «هذا عندنا» أو «ومذهب أصحابنا» كذلك إذا نظرنا إلى الاصطلاحات التي استعملها في أسلوبه وجدنا أنها اصطلاحات بصرية غالبًا، ويتضح ذلك بالنماذج الآتية:
قال ابن الخباز: (باب الإعراب والبناء): وبنى خذ وكل، لأنهما فعلان، وسكنًا لأنه الأصل، وذهب الكوفيون إلى أن الأمر معرب مجزوم بلام الأمر المحذوفة، فالأصل عندهم: لتأخذ ولتأكل، فحذف اللام والتاء، والسكون جزم لا وقف، وهذا عندنا فاسد، لأنه لما حذف منه حرف المضارعة جرى مجرى الماضي في التعري منه، فعاد إلى البناء.
وقال: (باب الأفعال) «الأفعال مشتقة من المصادر».
وقال: (باب المفعول المطلق) «وإنما سمي مصدرًا، لأن الفعل يصدر عنه من حيث إنه مشتق عنه».
ونحن ندرك جيدًا أن البصريين هم الذين يقولون: إن الأفعال مشتقة من المصادر، فإطلاقه هذا القول دليل اتباعه مذهبهم واعتناقه نزعتهم.
وقال: (باب المفعول به): واختلف النحويون في ناصب المفعول الثاني، فقال البصريون: إذا قلت: أعطيت زيدًا درهمًا، فناصب درهمًا أعطيت، لأنه اقتضاه فعمل فيه، وقال الكوفيون: هو منصوب بفعل محذوف، دل عليه أعطيت، كأنه
1 / 30