١٨/أقال ابن جني: فإن لم يكن / العامل متصرفًا، لم يجز تقديم الحال عليه.
تقول في غير المتصرف: هذا زيد قائمًا، فتنصب قائمًا على الحال بما في هذا من معنى الفعل، لأن ها للتنبيه، و«ذا» للإشارة، فكأنك قلت: أنبه عليه قائمًا، وأشير إليه قائمًا. ولو قلت: قائمًا هذا زيد، لم يجز، لأن هذا لا ينصرف، قال جرير:
هذا ابن عمي في دمشق خليفةً ... لو شئت ساقكم إلى قطينا
فتنصب خليفة بهذا أو بالظرف، وتقول: زيد في الدار قائمًا، فتنتصب قائمًا على الحال بالظرف، ولو قلت: زيد قائمًا في الدار لم يجز، لأن الظرف لا يتصرف.
وتقول: مررت بزيد جالسًا، ولو قلت: مررت جالسًا بزيد، والحال لزيد لم يجز، لأن حال المجرور لا يتقدم عليه، وتقول: مررت بهند جالسة، ولا يجوز: مررت جالسة بهند، لأن حال المجرور لا يتقدم عليه.
ــ
قال ابن الخباز: وإن لم يكن العامل متصرفًا لم يجز تقديم الحال عليه، لأنه بعد من الفعل أيما بعد لفقد التصرف، فمن ذلك قولنا: هذا زيد قائمًا يجوز رفع قائم ونصبه، فرفعه من خمسة أوجه: الأول: أن يكون «هذا» مبتدأ وزيد مبتدأ ثانيًا، وقائم خبر زيد، والجملة خبر هذا.
(الثاني: أن يكون «هذا» مبتدأ وقائم خبره، وزيد خبر مبتدأ محذوف)
الثالث: أن يكون هذا مبتدأ وزيد خبره، وقائم خبر مبتدأ محذوف.
الرابع: أن يكون هذا مبتدأ، وزيد بدلًا منه، وقائم خبر هذا. الخامس: أن يكون هذا مبتدأ وزيد خبره، وقائم بدلًا منه.
وأما النصب فعلى الحال، وفي العامل ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون «ذا»، لأن فيه معنى أشير. الثاني: أن يكون «ها» لأن فيه معنى أنبه. الثالث: أن يكونا كلاهما =