Al-Taʾwīlāt al-Najmiyya fī al-tafsīr al-ishārī al-ṣūfī
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
وقال صلى الله عليه وسلم:
" اليسير من الرياء شرك ".
وقال المشايخ: وجودك ذنب، فمن تخلص عن ذنب وجوده فلا يرى غير الله، فلا ينشأ منه الشرك ولا حب الدنيا، ومن تخلص من الهوى فيتحقق له الوصول واللقاء، كقوله تعالى:
فمن كان يرجوا لقآء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
[الكهف: 110]، لعمري أن هذا هو المدخل الكريم، والفوز العظيم، والنعيم المقيم.
ثم أخبر أن نيل هذه المقامات والكرامات ليس بالتمني، بل بالجد والسعي بقوله تعالى: { ولا تتمنوا } [النساء: 32]، إشارة في الآيتين: أن ما فضل الله به بعض الإنسان على بعض من كمالات الدين ومراتب أهل اليقين لا تحصل بمجرد التمني، كما قال صلى الله عليه وسلم:
" ليس الدين بالتمني "
، فقال تعالى: { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } [النساء: 32]، فإنه لا يحصل بالتمني، ولكن { للرجال نصيب مما اكتسبوا } [النساء: 32]؛ أي: الذين
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله
[النور: 37] والقائمين بأمر الله المجتهدين في طلب الله المعرضين عن غير الله، { نصيب } [النساء: 32] مما جدوا في طلبه واجتهدوا حق الجهاد بالسعي الجميل والصبر الجزيل، يدل عليه قوله تعالى:
Unknown page