Al-Taʾwīlāt al-Najmiyya fī al-tafsīr al-ishārī al-ṣūfī
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
" الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ".
{ ومن يطع الله ورسوله } [النساء: 13] فقد حق نسبته في الدين، { يدخله } [النساء: 13] نسبه، { جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } [النساء: 13] على قدر استحقاقه في الوراثة المحققة بالطاعة؛ لأنه من الوارثين
الذين يرثون الفردوس
[المؤمنون: 11]، { وذلك } [النساء: 13] الوراثة والميراث، { الفوز العظيم } [النساء: 13].
{ ومن يعص الله ورسوله } [النساء: 14] فقد حق إبطال نسبته في الدين، { ويتعد حدوده } [النساء: 14] في الوراثة بقرابة الدين عصيانه ويعذبه { يدخله نارا } [النساء: 14]؛ أي: نار القطيعة والحرمان على قدر استحقاقه في المعصية والتعدي، { خالدا فيها وله عذاب مهين } [النساء: 14] من هذا الخلود في نار الحسرة والحرمان، وفوات نعيم الجنان ولقاء الرحمن.
ثم أخبر عن مهاد أهل الفواحش بقوله تعالى: { واللاتي يأتين الفحشة من نسآئكم } [النساء: 15]، إشارة في الآيتين: إن اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم هي النفوس الأمارة بالسوء، والفاحشة: ما حرمته الشريعة من أعمال الظاهر وهي المعاصي، وحرمته الطريقة من أحوال الباطن وهي الركون إلى غير الله تعالى، يدل عليه قوله تعالى:
إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
[الأعراف: 33]، فما ظهر منها فهو الأعمال، وما بطن منها فهو الأحوال، وقال صلى الله عليه وسلم:
" لسعد غيور وأنا أغير منه والله أغير منا "
؛ ولهذا حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، { فاستشهدوا عليهن } [النساء: 15]؛ أي: على النفوس بإتيان الفاحشة، { أربعة منكم } [النساء: 15]؛ أي: من خواص العناصر الأربعة التي أنتم منها مركبون وهي:
Unknown page