302

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

؛ يعني: يخفيها عن حظوظ نفسه فتكون خالصة لله تعالى، فصاحبها يكون في ظل الله، وكما قال صلى الله عليه وسلم:

" إن المرء يكون في ظل صدقته يوم القيامة "

؛ يعني: إن كانت صدقته الله تعالى فيكون في ظل الله، وإن كانت صدقته للجنة فيكون في ظل الجنة، وإن كانت صدقته للهوى فيكون في ظل الهاوية، فافهم جدا.

فلما علموا إخفاء الصدقات فأدوها أن تكون مشوبة بحظ الثواب، فقال تعالى: { إن تبدوا الصدقات } [البقرة: 271]، نظروها لطمع ثواب الجنة { فنعما هي } [البقرة: 271]، فإنها مرتبة الأبرار،

إن الأبرار لفي نعيم

[الانفطار: 13] { وإن تخفوها } [البقرة: 271]، عن كل حظ ونصيب، { وتؤتوها الفقرآء } [البقرة: 271]؛ أي: تعطوها لوجه الله تعالى إلى الفقراء لا حظ النفس، { فهو خير لكم } [البقرة: 271]؛ يعني: كما زدتم على الصدقة بالإخفاء عن الحظوظ، وهي أن يكون في ظل الله وهو مقام المقربين، لقوله تعالى:

للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

[يونس: 26] الحسنى؛ أي: جزاء أهل الحسنات، فأما من أحسن الحسنة فهو الذي يكون مقامه مقام الإحسان، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه؛ يعني: نظرك في الطاعة لا يكون إلا الى الله، فيكون جزاؤه بعد الجنة الزيادة، وهي لقاء الله عز وجل { والله بما تعملون } [البقرة: 271]، كل طائفة من الأبرار والمقربين، { خبير } [البقرة: 271]، فيجازيكم على قدر خلوص نياتكم، ف

" إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى "

من عمله.

Unknown page