223

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

، وإن الله تعالى وعد الإجابة بالدعاء فإني { أجيب دعوة الداع }؛ أي: دعاءه، { إذا دعان }؛ أي: إذا طلبني، وكذا قال تعالى:

ادعوني أستجب لكم

[غافر: 60]؛ أي أطلبوني.

وقال تعالى:

أمن يجيب المضطر إذا دعاه

[النمل: 62]، والمضطر من لم يكن له غير الله أن يطلبه من الله فيكون مضطرا في طلب الله من الله فلا يطلب من الله غير الله، فمن أضل ببعض هذه الشرائط في الدعاء فلم يلزمه الإجابة كمن أضل بركن من أركان الصلاة، لم يلزمه القبول إلا أنه الجبار فيجبر كل خليل وكسر يكون في أعمال العباد وبفضله وكرمه، وفي الحقيقة أن إفضاله مع العباد مقدم على أعمالهم، وإنه ليعطي قبل السؤال ويتحقق مراد العبد بعد سؤاله بجميع النوال.

ثم أخبر عن تفضله بالنوال قبل السؤال بقوله تعالى: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم } [البقرة: 187]، والإشارة في تحقيق الآية أن لخواص الإنسان بحسب تزكيهم من الروحاني والحيواني تلونا في الأحوال لا بد لهم منه، فتارة يكونون بحكم غلبات الصفات الروحانية والواردات الربانية في ضياء نهار الروحانية النورانية، ففي تلك الحالة لهم سكر يغنيهم عن المشارب النفسانية، فيصومون عن الحظوظ الإنسانية، وبقوا مع تلك الحالة لتلاشت نفوسهم بسطوات صفات الجلال، وطاشت أرواحهم، وما عاشت أبدانهم، كما من الله عليهم بقوله:

قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه

[القصص: 72].

وتارة يكون بحسب الدواعي والحاجات الحيوانية مردودين إلى ليلة ظلمات الصفات الإنسانية، وفي تلك الحالة لهم صحو يعيدهم إلى أحكام عادات طبائع الحيوانية، ولو بقوا على تلك الحالة لماتت قلوبهم بهجوم الآفات وفات لهم من الحقوق ما فات، كما قال تعالى:

Unknown page