Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
[المائدة: 119]، فإن رضاهم عنه نتيجة رضاه عنهم وكقوله تعالى:
يحبهم ويحبونه
[المائدة: 54].
واعلم أن للذكر مراتب وللذاكر أيضا مراتب: ذكر اللسان، وذكر الأركان، وذكر النفس، وذكر القلب، وذكر الروح، وذكر السر.
فذكر اللسان: بالإقرار أذكركم بالاختيار، وذكر الأركان: باستعمال الطاعات أذكركم بالكرامات، وذكر النفس: بالاستسلام للأوامر والنواهي، فاذكروني بالاستسلام أذكركم بنور الإسلام، وذكر القلب: بتبديل الأخلاق الذميمة وتحصيل الأخلاق الكريمة فاذكروني بالأخلاق أذكركم بالاستغراق، وذكر الروح: بالتفريد والمحبة فاذكروني بالتفريد والمحبة أذكركم بالتوحيد والقربة وذكر السر: ببذل الوجود والفناء فاذكروني ببذل الوجود والفناء أذكركم بنيل الشهود والبقاء، وهذا حقيقة قوله تعالى الحديث الرباني:
" وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي "
وهذا هو الذكر الحقيقي أن يجعل الذاكر مذكورا، والمذكور ذاكرا بل يكون الذاكر والمذكور واحد كما قال تعالى:
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
[غافر: 16]، وكما قال قائلهم:
رق الزجاج ورقت الخمر
Unknown page