Tawil Zahiriyyat
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Genres
إن غياب الحركية في الظاهريات تم استدراكه في الظاهريات التطبيقية مثل «فلسفة الإرادة»، ونقلت الحركية على المستوى التجريبي اعتمادا على المعطيات النفسية، ومرة أخرى على المستوى العقلي اعتمادا على المعطيات الأسطورية. وبتعبير آخر، أدخلت الحركية مرة في الاتجاه الطبيعي ومرة أخرى في الاتجاه الأسطوري الديني، ويستبعد كلا الاتجاهين بفضل الرد الظاهرياتي. صحيح أنه تم الرد في الحالة الأولى من أجل اكتشاف قصدية ذات بنية ثلاثية: القرار، الموت، الموافقة. والحقيقة أن الرد الظاهرياتي وحده الذي ينكر «الواقعة» التي بين قوسين ليس كافيا، ولا بد من إكماله بالرد النظري الذي يستبعد كل اتجاه نفسي في بحث الماهية؛ لذلك فإن النتيجة التي تم الحصول عليها، العلاقة المتبادلة بين الإرادي واللاإرادي، تتماس مع ماهية النشاط الإنساني دون القبض عليها؛ ولذلك تم اقتراح الحرية الخلاقة كمركز للأفكار المحددة لحرية ليست خلاقة، لحرية تقوم على الباعث وحرية متجسدة تعتبر في حد ذاتها «يوتوبيا» الحرية.
122
الإرادي هو اختراع خالص من الغرور أو المذلة، يدعي الفعل الخالق أنه إرادي، ويبرر غيابه باللاإرادي في حين أن الفعل الخلاق لا إرادي باستمرار، تستدعيه الطبيعة. كل فعل ينبثق من الطبيعة مركزة على الرسالة.
123
وهكذا قسم عقل مفرق حركية الإرادة بين التجريبي والشعري، يقترب التجريبي من الحسي بل ومن المادي، في حين يقترب الشعرى من العقلي وأحيانا من الصوري. يوجد الحركي تماما بين هذين الطريقين؛ أي في الإنساني. ويظل العالم المعيش فوق التجريبي وتحت الصوري.
وقد نقلت شاعرية الإرادة الحركي على مستوى عقلي خالص، وخضع لتحليل ميكروسكوبي على مستوى التصورات: تحديد، اختلال النسبة، خلط؛ ونسق ثلاثي جزئي: واقع، نفي، حد؛ أو: إثبات أصلي، اختلاف وجودي، توسط إنساني.
124
ينتمي الحركي إلى الواقع الحي، ويتجلى بداهة. والحركي كواقع حي يتجاوز كل ميتافيزيقا عقلية ميكروسكوبية.
125
وإن ترجمة الظاهرة الإنسانية إلى قضية عقلية مثل ترجمتها إلى لغة رياضية؛ الأولى تستعمل اللغة، والثانية تستعمل الرمز. من اللازم إذن رد شعر الإرادة من الصوري إلى الترنسندنتالي.
Unknown page