262

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

الرّسل والكتب، ويكفرون ببعض. قال الله تعالى: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا [غافر: ٨٥]، يعني: ببعض الرسل والكتب، إذ لم يؤمنوا بهم كلّهم. وأما قوله ﷿: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ [البقرة: ٦٢] ثم قال: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [البقرة: ٦٢]- فإن هؤلاء قوم آمنوا بألسنتهم. فقال تعالى: مَنْ آمَنَ [البقرة: ٦٢] منهم بقلبه بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، كأنه قال: إن المنافقين والذين هادوا. ٢٢- الضرّ الضرّ: بفتح الضاد- ضد النفع، قال الله ﷿: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) [الشعراء: ٧٢، ٧٣] وقال: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا [الأعراف: ١٨٨] أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟. والضّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ [الأنعام: ١٧]، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ [البقرة: ١٧٧] . فمن الشدّة: قحط المطر، قال الله تعالى: وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ [يونس: ٢١] أي: مطرا من بعد قحط وجدب. ومنه: الهول، كقوله: وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ [الإسراء: ٦٧] . ومنه المرض، كقول أيوب ﵇: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ [الأنبياء: ٨٣]، فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا [الزمر: ٤٩] . ومنه النقص، كقوله تعالى: لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ [محمد: ٣٢] . ٢٣- الحرج الحرج: أصله الضيق. ومن الضيق: الشك، كقول الله تعالى: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ [الأعراف: ٢]، أي شك، لأنّ الشّاكّ في الشيء يضيق صدرا به. ومن الحرج: الإثم، قال تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ [النور: ٦١] أي إثم وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ [التوبة: ٩١]، أي إثم. وأما الضيق بعينه فقوله: وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: ٧٨] أي ضيق. ويَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا [الأنعام: ١٢٥] وحرجا. ومنه الحرجة وهي: الشجر الملتفّ.

1 / 264