256

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

ناط أمر الضّعاف فاجتعل اللّي ... ل كحبل العاديّة الممدود. يريد: أن مسيره اتصل الليل كلّه، فكان كحبل ممدود. ١٤- الظلم أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه. ويقال: (من أشبه أباه فما ظلم) «١»، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه. وظلم السّقاء: هو أن يشرب قبل إدراكه. وظلم الجزور: أن يعتبط، أي ينحر، من غير علّة. وأرض مظلومة: أي حفرت وليست موضع حفر. ويقال: الزم الطريق ولا تظلمه، أي: لا تعدل عنه. ثم قد يصير الظلم بمعنى الشّرك، لأنّ من جعل لله شريكا: فقد وضع الرّبوبيّة غير موضعها. يقول الله سبحانه: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: ١٣]، وقال: وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام: ٨٢]، أي: يشرك. ويكون الظلم: النّقصان، قال الله تعالى: وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة: ٥٧] أي ما نقصونا. وقال: آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا [الكهف: ٣٣] أي لم تنقص منه شيئا. ومنه يقال: ظلمتك حقّك، أي: نقصتك. ومنه قوله تعالى: وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا [مريم: ٦٠] ولا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا [يس: ٥٤] . ويكون الظلم: الجحد، قال الله تعالى: وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها [الإسراء: ٥٩] أي: جحدوا بأنّها من الله تعالى. وقال: بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ [الأعراف: ٩]، أي يجحدون. ١٥- البلاء أصل البلاء: الاختبار، قال الله جل وعلا: وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا [النساء: ٦]،

(١) هو جزء من بيت وتمامه: أنا ابن الذي لم يخزني في حياته ... قديما ومن أشبه أباه فما ظلم والبيت من الطويل، وهو لكعب بن زهير في ديوانه ص ٦٥، ومقاييس اللغة ٣/ ٤٦٨، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٣/ ٢٤٤.

1 / 258