115

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

كما تذكرون، ولكنه إنّما يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ [التوبة: ٦١] أي يصدّق الله ويصدّق المؤمنين، لا أنتم، (والباء) و(اللام) زائدتان. ومنه قوله: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ [الأحزاب: ٢٣] أي قتل والنّحب: النّذر. وأصل هذا: أنّ رجالا من أصحاب رسول الله، ﷺ، نذروا إن لقوا العدوّ ليصدقنّ القتال أو ليقتلنّ، هذا أو نحوه، فقتلوا، فقيل لمن قتل: قضى نحبه. واستعير النّحب مكان الأجل، لأن الأجل وقع بالنّحب وكان النّحب له سببا. ومنه قيل للعطية: المنّ، لأنّ من أعطى فقد منّ. قال الله تعالى: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) [المدثر: ٦] أي لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت. وقال: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ [ص: ٣٩]، أي فأعط أو أمسك. وقوله: بِغَيْرِ حِسابٍ [ص: ٣٩] مردود إلى قوله: هذا عَطاؤُنا بغير حساب.

1 / 117