215

لا شريك له والإقرار بألوهيته.

وقوله@QUR02 وجهت وجهي فالتوجه فى اللغة تولية الوجه إلى ما يولى إليه وهو الفعل اللازم والوجه مستقبل كل شيء فمعنى قوله وجهت أى قصدت فى أمرى هذا من فطر السموات والأرض وهو الله رب العالمين وقوله@QUR01 حنيفا يعنى مائلا عن كل شيء دونه أن أتخذه إلها غيره وقد تقدم ذكر الحنيف وشرحه على التمام.

وقوله مسلما يعنى مستسلما إليه ومسلما لحكمه ، وقوله@QUR04 وما أنا من المشركين يقول لا أشرك بالله أحدا وقوله@QUR03 إن صلاتي ونسكي يقول إن دعوتى هذه التى دعيت إليها وما أتقرب به فيها من قربة ومحياى ومماتى يعنى كونه وانتقاله لله رب العالمين@QUR03 لا شريك له يعنى فى ذلك ولا فى شيء من أمره@QUR02 وبذلك أمرت يعنى فيما دعى إليه وأنا من المسلمين يعنى من الذين أسلموا له فى ذلك واستسلموا لأمره وهذا هو من قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم الذي حكاه الله عنه بقوله@QUR09 «وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين» [1] فملكوت السموات ما ملك الله فيها ملائكته الذين اصطفاهم لرسالته وسوف يأتى ذكر ذلك فى موضعه وما أطلع الله عز وجل إبراهيم من ذلك عليه لما أراه إياه وما أطلع من قبله إدريس عليه الصلاة والسلام إذ قال: ورفعناه مكانا عليا، وما كان قبل ذلك من قصة آدم مع الملائكة وقصة إبليس وقصة عيسى عليه الصلاة والسلام فى قول الله تعالى:@QUR04 بل رفعه الله إليه، وقصة محمد صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى فيه@QUR017 «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا» [2] والإسراء به وصعوده إلى السماء وكيف كان ذلك وأما ملكوت الأرض فهو ما ملك فيها أولياؤه الذين اصطفاهم رسلا إلى عباده وأئمة لهم وما ملكوه من أقاموه من الوسائط بينهم وبين عباد الله وجعلوهم لهم حدودا دونهم.

وقوله فلما جن عليه الليل يعنى أن إبراهيم لما اتصل فى ابتداء أمره بدعوة الحق وأخذ عليه ميثاقها وأمر بالستر والكتمان وجن ذلك عليه، ومثله كما ذكرنا مثل الليل، رأى بعد ذلك داعيا من دعاة دعوة الحق رفعه إليه الذي أخذ عليه، ومثله مثل الكوكب مثل الدعاة يهتدى بهم العباد كما يهتدون بالنجوم، وكما قال الله تعالى:@QUR01 «وعلامات

Page 261