Tawfeeq al-Rahman in the Lessons of the Quran

Faisal Al Mubarak d. 1376 AH
111

Tawfeeq al-Rahman in the Lessons of the Quran

توفيق الرحمن في دروس القرآن

Investigator

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل محمد

Publisher

دار العاصمة،المملكة العربية السعودية - الرياض،دار العليان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

القصيم - بريدة

Genres

عليهم وما لهم، والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، ولا يعرفون جنةً ولا نارًا، ولا بعثًا ولا قيامةً، ولا كتابًا ولا حلالًا ولا حرامًا، فإذا وضعت الحرب أوزارها، افتدوا أسراهم تصديقًا لما في التوراة، وأخذًا به بعضهم من بعض، يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس، ويفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم، ويطلبون ما أصابوا من دمائهم، وقتلوا من قتلوا منهم فيما بينهم، مظاهرة لأهل الشرك عليهم. يقول الله تعالى ذِكره، حيث أنبأهم بذلك: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾، أي: تفادونهم بحكم التوراة وتقتلونهم؟ وفي حكم التوراة: ألا يقتل، ولا يخرج من داره، ولا يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه، ابتغاء عرض الدنيا، ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج، فلما بلغني، نزلت هذه القصة. وقال مجاهد في قوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ يقول: إن وجدته في يد غيرك فديته، وأنت تقتله بيدك. ... ﴿فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾، فكان خزي بني قريظة القتل والسبي، وخزي بني النضير الجلاء والنفي من منازلهم. ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾ في النار. ﴿وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ﴾ السرمدي ﴿وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ نعوذ بالله من ذلك. * * *

1 / 160