عنه، وكونه لا يرتقى للتواتر إلا بعد الشهرة١، ولذا قال شيخنا: إن كل متواتر مشهور ولا عكس٢، والمتوانر في مطلق استواء طِباقه كلها.
(نحو المستفيض: وهو ما زاد رواته في كل مرتبة على ثلاثة) فتكون الطباق كلها مستوية في الزيادة على الثلاثة، سُمِّيَ بذلك لانتشاره، من فاض الماء يفيض فيضًا٣، وقيل إنه والمتواتر سواء٤ وليس المتواتر المعروف في الفقه وأصوله من مباحثنا٥، وشرطه٦ عدد لا انحصار له بممتنع تواطؤهم٧ على الكذب، أو وقوعه منهم اتفاقًا، كل طبقة كذلك، ومستند ابتدائه الحس، ويستفيد سامعه العلم بصدقه٨..
_________
وانظر علوم الحديث "ص ٢٦٥-٢٧٠"، والتدريب "٢/ ١٧٣-١٧٦" وشرح القاري على النخبة "٣١-٣٢".
١ فتح المغيث "٤/ ١٣".
٢ نزهة النظر "ص ٢١"، وانظر شرح القاري للنخبة "ص٢٥".
٣ إذ يقال للخير المستفيض إنه: شاع بمعنى انتشر.
انظر ترتيب القاموس المحيط "٣/ ٥٤٢ مادة فاض".
٤ قاله أبو بكر الصيرفى والقفال كما في فتح المغيث "٤/ ٩" وانظر منهج ذوي النظر "ص٦٧- ٦٨"، وإسعاف ذوي الوطر "١/ ٢١٢".
٥ انظر علوم الحديث "ص ٢٦٧"، والتقريب "١/ ١٧٦ مع شرحه التدريب"، وإرشاد طلاب الحقائق "٢/ ٥٤١"، وإسعاف ذوي الوطر "٢/ ٢١٦ وما بعدها".
٦ أي المتواتر.
٧ يقال: واطأه على الأمر مواطأة. وافقه، وتواطأنا عليه وتوطانا: توافقنا ... لسان العرب "٨/ ٤٨٦٤ وطأ".
٨ انظر: نزهة النظر "ص ٥٥-٥٦- مع النكت"، وفتح الباري "١/ ١٨٦، ٢٠٣"، وفتح المغيث "٤/ ١٣، ١٤"، وتدريب الراوي "٢/ ١٧٦"، وشرح القاري على النخبة "ص ٢٢، ٣٢"، واليواقيت والدرر "١/ ١٢٣-١٢٤"، ومنهج ذوي النظر "ص٦٩"، وإسعاف ذوي الوطر "١/ ٢١٨، ٢١٩".
1 / 50