التابعي١ كما يقال: قد يجيء عن تابعي مما يضيفه إلى النبي ﷺ ما حكمه الاتصال، كأن يسمع من النبي ﷺ قبل إسلامه ثم لم يره٢.
واعلم أن المرسَل حجة عند أبي حنيفة، ومالك ومن وافقهما٣، وكذا إن اعتُضد عند الشافعي، والجمهور٤، بمجيء مرسَل آخر أخذ
_________
١ نعم كمن تقدم التمثيل به، وكعبيد الله بن عدي بن الخيار القرشي، أسلم أبوه يوم الفتح، وفي البخاري أن عثمان قال: يا ابن أخي أدركت النبي ﷺ؟ قال: لا. ومراده أنه لم يدرك السماع منه -أي من النبي ﷺ بقرينة قوله: ولكن خلص إلى من علمه.
قال الحافظ في الإصابة "٧/ ق ٢/ ٢٢٣"، وقال ابن حبان: "له رؤية" المصدر السابق.
٢ أي لم يره بعد إسلامه، مثل التنوخي هرقل وقيل رسول قيصر حيث "سمع من النبي ﷺ وهو كافر ثم أسلم بعد موته ﷺ فهو تابعي اتفاقًا وحديثه ليس بمرسل بل موصول لا خلاف في الاحتجاج به....؛ فقد أخرج حديثه الإمام أحمد وأبو يعلى في مسنديهما وساقاه مساق الأحاديث المسندة "قاله السيوطي في التدريب "١/ ١٩٦".
وانظر شرح الألفية، لأحمد شاكر "ص ٢٦، ٢٧".
قلت: وحديث رسول هرقل -أو قيصر كما قال السيوطي- في المسند للإمام أحمد "٣/ ٤٤١" وكذا في مسند أبي يعلى "٣/ ١٧١- ١٧٢" كلاهما من طريق عبد الله بن عثمان عن سعيد بن أبي راشد قال: كان رسول قيصر جارًا لي.... فذكره والحديث طويل.
٣ وكذا الإمام أحمد في المشهور عنه.
٤ قال الناظم السيوطي في ألفيته "ص ٢٥- ٢٦":
أشهرها الأول، ثم الحجة ... به رأى الأئمة الثلاثة
ورده الأقوى، وقول الأكثر ... كالشافعي، وأهل علم الخبر
نعم يحتج إن يعتضد ... بمرسل آخر أو بمسند
أو قول صاحب أو الجمهور أو ... قيس، ومن شروطه كما رأوا
1 / 42