6_ وقال_أيضا_: =حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب، وترك ما يكره؛ فهي رجوع من مكروه إلى محبوب؛ فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها، والرجوع عن المكروه الجزء الآخر+(13).
7_ وقال: =التوبة هي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا+(14).
8_ وقال ابن حجر×: =والتوبة ترك الذنب على أحد الأوجه.
وفي الشرع: ترك الذنب؛ لقبحه، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، ورد المظلمة إن كانت، أو طلب البراءة من صاحبها، وهي أبلغ وجوه الاعتذار+(15).
9_ ويمكن أن تعرف التوبة بأنها: ترك الذنب علما بقبحه، وندما على فعله، وعزما على ألا يعود إليه إذا قدر، وتداركا لما يمكن تداركه من الأعمال، وأداء لما ضيع من الفرائض؛ إخلاصا لله، ورجاء لثوابه، وخوفا من عقابه، وأن يكون ذلك قبل الغرغرة، وقبل طلوع الشمس من مغربها.
ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن التوبة لابد أن يجتمع فيها الأمور التالية:
1_ الإقلاع عن الذنب.
2_ الندم على ما فات، والحد الأدنى من ذلك وجود أصل الندم، وأما قوة الندم وضعفه فبحسب قوة التوبة، وضعفها.
3_ العلم بقبح الذنب.
4_ العزم على ألا يعود.
5_ تدارك ما يمكن تداركه من رد المظالم ونحو ذلك
6_ أن تكون خالصة لله_عز وجل_قال_تعالى_: [وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين] البينة: 5.
7_ أن تكون قبل الغرغرة، لما جاء عن ابن عمر_رضي الله عنهما_عن النبي"قال: =إن الله_تعالى_يقبل توبة العبد ما لم يغرغر+(16).
قال الشيخ حافظ الحكمي×:
وتقبل التوبة قبل الغرغره
كما أتى في الشرعة المطهرة(17)
والغرغرة هي حشرجة الروح في الصدر، والمراد بذلك الاحتضار عندما يرى الملائكة، ويبدأ به السياق في الموت.
8_ أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها لما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة÷قال: قال النبي": =من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه+(18).
Page 4