Tawadusiyus Qaysar
توادوسيوس قيصر: مأساة تاريخية تمثيلية ذات ثلاثة فصول
Genres
أسماء الممثلين
1 - في القصر
2 - في دار حكومة سلانيك
3 - في القصر
أسماء الممثلين
1 - في القصر
2 - في دار حكومة سلانيك
3 - في القصر
توادوسيوس قيصر
توادوسيوس قيصر
Unknown page
مأساة تاريخية تمثيلية ذات ثلاثة فصول
تأليف
مارون عبود
أسماء الممثلين
توادوسيوس:
قيصر.
وزير أول.
وزير ثان.
المستشار.
الحاجب.
Unknown page
إمبروسيوس:
أسقف ميلان.
حاكم سلانيك.
كاتب سره.
قائد.
مكدونيس:
ناسك مشهور.
حبيسان.
ضابط.
غراسيان:
Unknown page
الوالد.
ولداه.
جندي ورجل.
الفصل الأول
في القصر
المشهد الأول
توادوسيوس
1
وحده
ملكت الرقاب وسدت البشر
Unknown page
وذكري بين الأنام اشتهر
وفوق السماك
2
علت همتي
وخيمت فوق النجوم الزهر
إذا سل في الغرب سيفي الصقيل
يروع في الشرق صلد الحجر
وفوق الدنى خفقت رايتي
ترفرف بين السهى والقمر
ودين ابن مريم عززته
Unknown page
بملكي حتى ازدهى وانتشر
ومن عبد الجهل من أمتي
نهضت إلى زجره فازدجر
فهدمت هيكل أوثانهم
وحطمت أصنامها والصور
هياكل سربيس
3
مع كاتب
هدمت فلم يبق منها أثر
وهيكل مرناس
Unknown page
4
قوضته
بغزة والدين فيها ازدهر
وفي الشام للرب قد حولت
هياكل شتى، وفيها استقر
5
وفي بعلبك لقد صيرت
يدي هيكل الشمس لابن البشر
6
وقد هدمت هيكل المشترى
Unknown page
7
بعيد عناء وعقبى ضجر
ودست المصاعب فاستسلمت
ولم أخش خصما بيوم الحذر
فدرعي الصليب إذا أقبلت
جموع العداة وفيه الظفر
أنال به كل ما أرتجي
وأبلغ بالله أقصى الوطر
فيا نفس سيري ولا تجزعي
على طرق الدين حتى المقر
Unknown page
نعم، سيظل هكذا توادوسيوس إلى الأبد متمسكا بعرى الدين المسيحي، رافعا أعلام العدل، برا برعيته، شفوقا على شعبه، وبهذا يأمر ديننا الرعاة، فالراعي الغيور من يبذل نفسه عن خرافه، ويقابل ذئاب الفساد بعصا من حديد.
المشهد الثاني
الملك - الوزراء - المستشار (الوزراء يدخلون، ويحيون بإحناء الرءوس.)
توا :
لقد استبطأت قدومكم أيها الوزراء، مع إني في انتظاركم.
وزير1 :
إن أشغال المملكة يا سيدي الملك، قضت علينا بالتأخر هنيهة عن الاجتماع بجلالتك.
توا :
يسرني أن أراكم معشر الوزراء، منكبين على العمل، مهتمين بشئون الرعية؛ فالعمال الصادقون ركن المملكة، ومصدر الخير، فكم من ملك دهوره
8
Unknown page
في دركات الهوان تهاون عماله ، فالدول بعمالها، والأمم برجالها.
وزير2 :
إذا كان الرأس حكيما استخدم الأعضاء في الأعمال النافعة للأمة والوطن، ولما كنت ذلك الرأس فما نحن إلا متممو مشيئتك.
توا :
مهلا أيها الوزير! إن بين الملك وشعبه حاجزين حصينين، هما التاج والعرش؛ فالعرش يطلب أساسا من الحكمة والعمل، والتاج يطلب رأسا رصينا ليستقر عليه ولا يسقط؛ فلهذا نرى الملوك عاجزين عن دخول الأكواخ، ومخالطة الفقراء ليعلموا ما ينزل بهم من المظالم، وما وقف بينهم وبين حقوقهم من الحواجز، فأستحلفكم بالله العلي العظيم ألا تبهر أنوار عظمة الوزارة أبصاركم، فلا تكترثون للبؤساء، وتأنفون من مقابلة ذوي الأطمار الرثة، ولا تهشون إلا لذي الثياب المزركشة، فاعلموا وتحققوا أنه قد يوجد تحت تلك الأطمار البالية نفوس أبية، وبين طيات تلك الحلل الحريرية نفوس نهمة لا تشبع، ومطامع جهنمية تلتهم اليابس، والأخضر.
المستشار :
مولاي! لقد وقفنا نفوسنا على خدمة الرعية بإيصال ظلاماتها إليك، وعلى خدمتك بكل ما يدور على الألسن من الثناء على أعمالك المنطبقة على روح الشريعة والدين.
توا :
لا يكفيني ذلك.
الجميع :
Unknown page
مر تطع.
توا :
أسألكم، بل آمركم باسم السلطة - ولا سلطة إلا من الله - أن تتنكروا من حين إلى آخر وتجالسوا الشعب في المنتديات، وتسترسلوا في الحديث عن الملك، فلعل بين أبناء رعيتنا من ظلمناه عن غير قصد فننصفه، ولا تكونوا مدلسين لملككم؛ فإنه يسألكم الصدق، ألا إن آفة الملك المدلسون.
رجل (من الخارج) :
أين الملك؟
وزير1 :
ليس بين رعيتك إلا ألسنة ناطقة بحمدك، وأفواه تذيع آثار مجدك في الشرق والغرب.
رجل (من الخارج) :
أريد الملك.
توا :
Unknown page
من هذا الصائح؟
المشهد الثالث
المذكورون - الحاجب (الحاجب يدخل.)
توا :
قل، ما وراءك؟
الحاجب :
رجل يا مولاي يطلب الدخول عليك، فأبيت ذلك عليه، فملأ الرواق صياحا.
توا :
ولماذا لم تستأذن له؟
الحاجب :
Unknown page
لأنك في اجتماع مع الوزراء.
توا :
إن اجتماعي بوزرائي لا يمنعني من مقابلة مظلوم من أبناء رعيتي، فما نحن إلا خدم الرعية، عد وقل له يدخل.
وزير2 :
يا له درسا مفيدا للملوك الذين يترفعون عن مقابلة شعبهم!
توا :
هذا أصغر واجب أيها الوزير، يجب أن نحمل الشعب على حبنا لا على الخوف منا، فالسلطة القائمة على أساس الرهبة يجرفها تيار الظلم، أما محبة الشعب للملك فموطدة عرشه حيا، ومستمطرة غيوث الرحمة عليه ميتا، ومن «أخذ بالسيف، فبالسيف يؤخذ.»
9
المشهد الرابع
المذكورون - رجل
Unknown page
رجل (يدخل، ويركع ساجدا) :
سيدي الملك!
توا :
انهض أيها الرجل انهض؛ إن السجود لله وحده. (الرجل ينهض.)
توا :
قل ما حاجتك؟
الرجل :
مولاي! طلب مني أحد الأغنياء قطعة أرض لي مجاورة لملكه، فأبيت إعطاءه إياها، فأخذها عنوة.
توا :
ألم ترفع دعواك إلى المحكمة لتنصفك من خصمك.
Unknown page
الرجل :
غني هو، وأنا فقير، رفعت شكواي، فكان الحق في جانبه، ادعى أنه اشتراها مني، ودفع لي ثمنها.
توا :
أجاء بالبينة؟
الرجل :
بينته الدينار، وثيابه المزركشة، فلو كنت على غير ما تراني لكان الحق بجانبي، فارحمني أيها الملك، ارحمني، وأشفق على صبيتي، فمن تلك البقعة نعيش، ونحصل على ضروريات الحياة.
توا :
لا تتوسل، ولا تتذلل، فصاحب الحق سلطان.
الرجل :
أبقاك الله يا سيدي.
Unknown page
توا :
رافق أيها المستشار هذا الرجل إلى المحكمة، وخاطب القاضي بلسان داود الملك قائلا له: اعدلوا يا قضاة الأرض، ومن لم يعدل فليعتزل، فعار على توادوسيوس أن يكون الضعفاء في عهده فرائس الأقوياء، والفقراء مأكلا للأغنياء.
المستشار :
فليكن ما أمرت.
توا :
بل فليكن العدل، فما نحن إلا له منفذون.
وزير1 :
ما أعظم هذا الملك!
وزير2 :
بل ما أعدله!
Unknown page
الحاجب :
مولاي! على الباب رسول يحمل إليك كتابا.
توا :
هاته منه، وما ترى ولدت لنا الليالي من العجائب في مملكتنا المتراخية الأطراف، الفسيحة الأرجاء. (الحاجب يدخل ويناول الملك الرسالة.)
توا (يفضها ويدفعها إلى الوزير الأول) :
اقرأها على مسامعنا.
وزير1 (يقرأ) :
لأعتاب مولاي صاحب الجلالة توادوسيوس قيصر ملك الشرق والغرب
اسأل الله تأييد سرير ملككم، وأنحني أمام أعتاب سدتكم بالإجلال، وبعد: كان البارحة موعد سباق العجلات، فأتى إلي جماعة من الأهالي يطلبون الإفراج عن دانتوس السائق الشهير المسجون في القلعة، فأبيت ذلك، فتألبوا أمام دار الحكومة، وتجمهروا من كل صوب، فقتلوا ثلاثة من مأموري الحكومة ، ورجموا القلعة بالحجارة، فأصابني منها الحظ الأوفر، ولم يكفهم كل ذلك بل كسروا تمثالك، وحطموا أبواب السجن، وأخرجوا السائق، مندفعين كالسيل الجارف، حتى عجزت الجنود عن ردهم، ولما كنت عاجزا عن التنكيل بهم رفعت عريضتي هذه لأعتاب مولاي القيصر الأكبر.
حاكم سلانيك والنتيان
Unknown page
توا :
قد ضاق صدري والحسام ينادي
قد حان يوم الفتك بالأوغاد
يا أهل سالونيك لم أعهد بكم
هذي الجسارة فهي شر عناد
أعلي قمتم ثائرين وإنني
ملك الورى والدهر من أجنادي!
فلأضرمن اليوم نار جهنم
بين الضلوع تشب والأكباد
من ذا يعاندني بتنكيلي بهم
Unknown page
والأرض أرضي والبلاد بلادي!
يا أيها الوزراء!
الوزراء :
مرنا.
توا : ... ... ... جندوا
جيشا يدك رواسي الأطواد
فدمار سالونيك
10
أمسى مطلبي
كي ترتوي بدمائها أحقادي
Unknown page
وزير1 :
أنت ابن من حكموا البلاد ببطشهم
وورثته عن أبسل الأجداد
ولعرشك العالي انحنت سمر القنا
11
يا سيد الدنيا وخير عماد
نحن الألى نذروا الجسوم ضحية
لك والنفوس لما أمرت صوادي
12
وزير2 :
Unknown page