فأنا المجروحُ مِنْ عضّتها، ... لا شَفاني الله منها أبَدا!
فلمّا انتهيتُ قال: لله أنت! وإنْ كان طبُعك مخترَعًا منك؟ ثم قال لي: أنشِدني من رِثائك شيئًا؟ فأنشدتُه من قولي في بُنيّةٍ صغيرة:
أيها المعتَدُّ في أهل النُّهى، ... ولا تَذُبْ، إثر فقيدٍ، ولها
حتى انتهيتُ إلى قولي:
وإذا الأُسْدُ حَمَتْ أغيالها، ... لم يَضُرَّ الخيس صرعاتُ المَها
وغريبٌ يا ابنَ أقمار العُلا، ... أن يُراع البدرُ من فقدِ السُّها
فلما انتهيتُ قال لي: أنشِدني من رثائك أشدّ من هذا وأفصَح. فأنشدتُهُ من رثائي في ابن ذَكْوان. ثم قال: أنشِدني جَحْدريّتَك من السجن؛ فأنشدته:
1 / 105