ولو أن الدنيا كرينةُ نَجرٍ، ... لم تكن طُعمةً لفَرْس الكِلابِ
جيفةٌ أنتنتْ فطار إليها، ... من بني دهرها، فراخ الذبابِ
ومنها:
من شُهيدٍ في سرّها، ثم من أش ... جَعَ في السرّ من لُباب اللبابِ
خُطباءُ الأنام، إن عَنَّ خَطْبٌ، ... وأعاريبُ في مُتون عِرابِ
حتى أكملتُها. فكأنما غشّى وجهَ أبي الطبع قطعةٌ من الليل. وكرّ راجعًا إلى ناوَرْدِه دون أن يُسلّم. فصاح به زهير: أأجَزْتَه؟ قال: أجَزْتُه، لا بورِك فيك من زائر، ولا في صاحبك أبي عامر!
صاحب أبي نواس
فضربَ زهير الأدهم بالسوط، فسار بنا في قَنَنه، وسِرنا حتى انتهينا إلى أصل جَبل دير حَنّة، فشقّ سَمعي قرْع النواقيس، فصِحْتُ: من منازل أبي نواس، وربِّ الكعبة العَلياء! وسِرنا نجتاب أديارًا وكنائس
1 / 100