إنّ امرُؤٌ لعب الزَّمانُ بهمّتي، ... وسُقيتُ من كأس الخُطوبِ دهاقها
وكبوتُ طِرفًا في العُلى، فاستضكتْ ... حُمُرُ الأنامِ، فما تريمُ نُهاقها
وإذا ارتمت نحوي المُنى لأنالها، ... وقف الزَّمانُ لها هُناك فعاقها
وإذا أبو يحيى تأخَّرُ نفسهُ، ... فمتى أُؤمّلُ في الزَّمان لحاقها؟
فلما انتهيتُ قال: أنشدني من رثائك. فأنشدتُه:
أعينَا امرأَ نَزَحَتْ عينُهُ، ... ولا تَعجَبا مِن جُفُونٍ جمادىِ
إذا القلبُ أحرقهُ بثُّهُ، ... فإنَّ المدامِعَ تِلوُ الفُؤادِ
يودُّ الفتى مَنهلًا خاليًا، ... وسعدُ المَنيةِ في كل وادِ
ويصرفُ للكونِ ما في يديهِ، ... وما الكونُ إلاَّ نذيرُ الفسادِ
لقد عثرَ الدَّهرُ بالسابقينَ، ... ولم يُعجِزِ الموت ركضُ الجَوادِ
لعمرُكَ ما ردَّ ريبَ الرّدى ... أرِيبٌ، ولا جاهدٌ باجتِهادِ
سِهامُ المَنايا تُصِيبُ الفتى، ... ولَوْ ضَرَبُوا دُونه بالسِّدادِ
أصَبنَ، على بطشِهِم، جُرهُمًا، ... وأصمينَ، في دارهم، قومَ عادِ
1 / 95