[سبب خروجه وبيعته (ع)]
خرج عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بالأشتر على أبي الدوانيق في آخر خلافته بالسند وأرض كابل ونواحيها، وكان سبب ذلك أنه كتب عبد الجبار بن عبد الرحمن صاحب خراسان إلى محمد بن عبد الله (النفس الزكية): أنفذ إلي بعض ولدك أدعو لك، وكان عبد الجبار هذا من قواد أبي مسلم صاحب الدولة الذي كان زوال ملك بني أمية على يديه، وعبد الجبار هذا من أهل خراسان «من خزاعة» ، وكان أبو جعفر قد ولاه خراسان، فضبط خراسان كلها، ثم هم أبو الدوانيق بعزله وقتله، وكان عبد الجبار قد بايع محمد بن عبد الله، وكتب إليه أنه تائب نادم على ما كان منه، وأن أنفذ إلي بعض ولدك أو ولد إخوتك، فأنفذ إليه عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بالأشتر في أربعين رجلا أو خمسين من أصحابه من أهل العراق إلى مدينة هراة، وقبل وصوله إلى عبد الجبار بن عبد الرحمن خرج عبد الله بن محمد بن عبد الله إلى السند وبقي بها أربع سنين، ودعا الناس إلى الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير وعلى السند من قبل أبي الدوانيق هشام بن عمر التغلبي، فوقع بينهم قتال شديد، فأراد أن يخرج من السند إلى خراسان، وقتل بين الفريقين زهاء ثلاثة آلاف رجل، وكان بينهما قدر خمسين وقعة في مقدار سنة، وقتل عبد الله بن محمد بن عبد الله في الحرب.
Page 406