Tatimmat al-Masabih

ʿAli b. Bilal d. 450 AH
129

Tatimmat al-Masabih

تتمة المصابيح

Genres

فبرز أبو محمد القاسم إبراهيم، وأقبل على أبي عبد الله أحمد بن عيسى وقال: إن شيخنا وولينا قد قال قولا صادقا متفقا، وقد اخترتك لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنت العالم القوي تقوى على هذا الأمر، فقد رضيتك، ورضي أصحابنا فتول هذا الأمر، فمد يدك أبا يعك على كتاب الله وسنة رسوله، فأنت الرضا لنا، ما تقولون يا أصحابنا؟ قالوا جميعا: رضا رضا، فقال أحمد بن عيسى: لا والله وأنت يا أبا محمد حاضر، إذا حضرت فلا يجب لأحد أن يتقدمك، ويختار عليك، وأنت أولى بالبيعة مني، فقال القاسم: اللهم [غفرا]، اللهم غفرا، أرضاك وأسألك أن تقوم بأمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتحيله علي، فقال: لا يكون ذلك وأنت حاضر.

قال: ثم أقبل القاسم على عبد الله بن موسى، فقال: يا أبا محمد قد سمعت ما جرى وقد امتنع أبو عبد الله أن يقبل ما أشرت به، وأنت لنا رضا، وقد رضيتك لعلمك وزهدك.

فقال: يا أبا محمد نحن لا نختار عليك أحدا، وقد أصاب أبو عبد الله فيما قال، فأنت الرضا لنا جميعا.

فقال القاسم: اللهم غفرا أحلت علي أنت أيضا، لم تزهدون في النظر لأمة أبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وللناس عامة؟

ثم أقبل على الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، فقال: فأنت يا أبا محمد اقبل هذا الأمر فإنك أهل له، وأنت قوي على النظر فيه، والبلد بلدك، وتعرف من أمر الناس مالا نعرف.

فقال: يا أبا محمد والله لايتقدم بين يديك أحد إلا وهو مخطئ، أنت الإمام، وأنت الرضا، وقد رضيناك جميعا.

فقال القاسم: اللهم غفرا اللهم غفرا.

قال: ثم إن أحمد بن عيسى أقبل على القوم، فقال: إن أبا محمد لنا رضا وقد رضيت به.

قال عبد الله بن موسى والحسن بن يحيى: صدقت أيها الشيخ.

Page 499