80

Tathir Ictiqad

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

Investigator

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

Publisher

مطبعة سفير،الرياض

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

فهل يَرضَى وليُّ الله أن يجعلَه المجذوبُ أو السالكُ شريكًا له تعالى وندًّا؟ إن زعمتَ ذلك فقد جئت شيئًا إدًّا، وصيَّرتَ هؤلاء الأموات مشركين، وأخرجتهم - وحاشاهم عن ذلك - عن دائرة الإسلام والدِّين، حيث جعلتهم أندادًا لله، راضين فرحين، وزعمتَ أنَّ هذه كرامات لهؤلاء المجاذيب الضُّلاَّل المشركين، التابعين لكلِّ باطل، المنغمسين في بحار الرذائل، الذين لا يَسجدون لله سجدة، ولا يذكرون الله وحده. فإن زعمتَ هذا، فقد أثبتَّ الكرامات للمشركين الكافرين وللمجانين، وهدمتَ بذلك ضوابطَ الإسلام وقواعد الدِّين المبين والشرع المتين. وإذا عرفتَ بطلان هَذين الأمرين علمتَ أنَّ هذه أحوالٌ شيطانيةٌ، وأفعالٌ طاغوتيَّةٌ، وأعمالٌ إبليسيَّة، يفعلها الشياطين لإخوانهم مِن هؤلاء الضالِّين، معاونةً من الفريقين على إغواءِ العباد. وقد ثبتَ في الأحاديث أنَّ الشياطينَ والجانَّ يتشكَّلون بأشكال الحيَّة والثعبان١، وهذا أمرٌ مقطوعٌ بوقوعه، فهم الثعابين التي يُشاهدها الإنسانُ في أيدي المجاذيب، وقد يكون ذلك مِن باب السِّحر٢ وهو أنواع، وتعلُّمُه ليس بالعسير، بل بابُه الأعظمُ هو الكفرُ بالله وإهانةُ ما عظَّمه الله، مِن جعل مُصحَف في كَنيف ونحوه. فلا يَغتَرَّ مَن يشاهدُ ما يَعظُمُ في عينيه من أحوال المجاذيب من الأمور التي يراها خوارق، فإنَّ للسِّحرِ تأثيرًا عظيمًا في الأفعال، وهكذا الذين

١ كما في صحيح مسلم (٢٢٣٦) . ٢ وقد تكون حيَّات وثعابين حقيقية خُلعت أنيابها وأُزيل مكان السُّمِّ منها.

1 / 87