و"تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد"، وهو الكتاب الذي نقدِّمه للقراء.
إنَّ هذا الكتاب مع صغر حجمه عَظُم نفعه وعمَّت فائدتُه، وقد رتَّبه المؤلِّف على مقدمة وخمسة أصول وجملة فصول، أمَّا المقدمة فذكر فيها ما حمله على تأليفه من انتشار الشرك في الأمصار والبلاد بتعظيم السواد الأعظم من الناس للقبور ومن فيها تعظيمًا لا ينبغي أن يكون إلاَّ لله وحده، واعتقادهم في الكهنة الذين يزعمون الكشف وعلم الغيب، وتصديقهم إيَّاهم في ذلك، وأمَّا الأصول ففي بيان أنَّ القرآن حقٌّ وقولٌ صدق، وأنَّ الرسلَ إنَّما بُعثوا بتوحيد الألوهية، وأنَّه أساس صحة العبادة وقبولها، أمَّا توحيد الربوبية فهو مركوز في الفطر، وقد أقرَّ به المشركون، ولكنَّه لا يُغني عنهم شيئًا لإخلالهم بتوحيد العبادة، وأمَّا الفصول فقد فصل فيها ما أجمله في الأصول الخمسة من أنواع العبادة والاستدلال عليها، وذكر فيها كثيرًا من الشبه التي يتعلَّل بها المبتدعة لشركهم وأجاب عنها، وجعل ذلك على صورة السؤال والجواب؛ تحديدًا للمطلوب وتيسيرًا للفهم حتى تقوم الحجة ويتم الإعذار، فالله أسأل أن يغفر لنا وله ويفيض علينا من رحماته ويسكننا فسيح جنَّاته، إنَّه مجيب الدعاء، وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".
1 / 12