وأهل التهائم لهم في كلِّ بلد ميتٌ يهتفون باسمه، يقولون: يا زيلعي! يا ابن العجيل!
وأهلُ مكة وأهل الطائف: يا ابن العباس!
وأهل مصر: يا رفاعي! يا بدوي! والسادة البكرية!
وأهلُ الجبال: يا أبا طير!
وأهل اليمن: يا ابن علوان!
وفي كلِّ قرية أمواتٌ يهتفون بهم وينادونهم ويرجونهم لجلب الخير ودفع الضر، وهذا هو بعينه فعلُ المشركين في الأصنام، كما قلنا في الأبيات النجدية١:
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وود، بئس ذلك من وُدِّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصَّمد الفرد
وكم نحروا في سوحها من نحيرة ... أهلَّت لغير الله جهرًا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبِّلًا ... ويستلم الأركان منهنَّ باليد
فإن قال: إنَّما نحرتُ لله وذكرتُ اسمَ الله عليه.
فقل: إن كان النَّحرُ لله فلأيِّ شيء قَرَّبت ما تنحرُه مِن باب مَشهد مَن تفضله وتعتقد فيه؟ هل أردت بذلك تعظيمه؟
إن قال: نعم!
فقل له: هذا النَّحر لغير الله، بل أشركت مع الله تعالى غيره، وإن لَم تُرد تعظيمه، فهل أردت توسيخ باب المشهد وتنجيس الداخلين إليه؟
_________
١ من قصيدة مدح بها المؤلف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأشاد فيها بدعوته (إسماعيل) .
1 / 63