177

Tatbit dalaʾil al-nubuwwa

تثبيت دلائل النبو

Publisher

دار المصطفى-شبرا

Edition Number

-

Publisher Location

القاهرة

وهذا التثليث الذي للنصارى قد كانت فلاسفة الروم تنحو نحوه من ان العقل والعاقل والمعقول تصير شيئا واحدا، ويقولون: هو من المثلث، وهو من فيلسوف قديم «١» . وقد قال رسول الله ﷺ: «حب الدنيا رأس كل خطيئة «٢»» وقال كعب بن مالك الانصاري سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» وقال ابن عمر: قال/ رسول الله ﷺ: ما ذئبان ضاريان في خظيرة وثيقة يأكلان ويفريان «٣» بأسرع هلاكا من حب الشرف والمال في دين المرء المسلم «٤»» . ومثل صنيع بولص مع الروم في مساعدتهم على دينهم ومفارقة دين المسيح صنع ماني القس، وهو رئيس المنانية «٥»، وهذا كان بعد بولص بالدهر الطويل، وكانت له الرئاسة، وصار مطرانا على النصارى بالعراق في مملكة الفرس بعد ان كان قسّا، واختلط بالفرس، ومدح الانوار وذم الظلام على ما يذهب اليه المجوس، ومدح زرادشت نبيّ المجوس، وقال: النور اختاره وأرسله

(١) يقصد هرمس المثلث، وكان كتاب الطبقات المسلمون يذكرون ثلاثة اشخاص بهذا الاسم: اولهم هرمس الذي كان قبل الطوفان، وهو اول من تكلم في الاشياء العلوية من الحركات النجومية وينسبون له امورا كثيرة، ثم هرمس الثاني: من اهل بابل وكان بارعا في علم الطب والفلسفة وطبائع الاعداد وتلميذ فيثاغورس الارتماطيقي. وأخيرا هرمس الثالث ويسمى ايضا هرمس المثلث الحكمة، وكان فيلسوفا طبيبا ويظهر ان هذا هو المقصود هنا. انظر طبقات الاطباء لابن جلجل ٥- ١٠، وطبقات الحكماء لابن القفطي ٣٤٦- ٣٤٩، والفهرست لابن النديم ٥٠٨ تجارية. (٢) من حديث انس ﵁، اخرجه رزين. انظر تيسير الوصول ١١٠ (٣) يفري: يهلك (٤) رواه الامام احمد بن مسند والترمذي عن كعب بن مالك باسناد صحيح. المنادي على الجامع الصغير ٥: ٤٤٥ (٥) سبق التعريف بماني والمنانية

1 / 169