بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا اللَّه عدة للقائه
أَخْبَرَنَا الشيخ أَبُو طاهر بركات بْن إِبْرَاهِيم بْن طاهر الخشوعي قراءة عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا الشيخ أَبُو المعالي الْحُسَيْن بْن حمزة بْن الْحُسَيْن الغساني الشعيري قراءة عَلَيْهِ وأنا أسمع فِي جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وخمس مئة، أَخْبَرَنَا الشيخ الإِمَام الحافظ أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِي بْن ثابت الخطيب البغدادي من لفظه فِي المحرم من سنة ثمان وخمسين وأربع مئة قَالَ: شغلنا اللَّه وإياك بطاعته، وتولاك بحفظه وحياطته؛ كنت ذكرت لي أنه انتهى إليك حطاية خبر طفيلي جرت لَهُ محاورة مَعَ نصر بْن عَلِي الجهضمي، وأنك أحببت الوقوف عَلَيْهِ بلفظه، وآثرت النظر فِيهِ عَلَى وجهه، فأعلمتك وقوع الْخَبَر إلي بإسناده، وَلَمْ يتسع الوقت لسياقه وإيراده، من حكايات الطفيليين وأخبارهم، ونوادر كلامهم وأشعارهم. ولقد كَانَ الاشتغال بغير ذَلِكَ أحرى، والتوفر عَلَى سواه أجدر وأولى؛ غَيْر أني رأيت إسعافك بطلبتك، وإجابتك إِلَى مسألتك؛ من الأمور اللازمة، وأحد الحقوق الواجبة؛ لتأكد حرمتك، وصفاء
1 / 43
خلتك، وصدق مودتك. وَقَدْ جمعت لَك فِي هَذَا الكتاب من ذكر التطفيل ومعناه، وأول من نسب إِلَيْهِ وعرف بِهِ، وبيان حكمه، وحمده وذمه، وأخبار أهله الموسومين بِهِ؛ مَا يستروح قلب العالم إِلَيْهِ من ثقل الجد، ويتروح خاطره بالنظر في من دوام الدرس والكد.
وَقَدْ قَالَ عَلِي ﵁: إِن هذه القلوب تمل كَمَا تمل الأبدان وابتغوا لَهَا طرف الحكمة.
وَقَالَ قسامة بْن زهير: روحوا القلوب تعي الذكر.
وجاء عَن رَسُول اللَّهِ ﷺ من الرخصة فس شبيه هَذَا المعنى مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّيَّانِ الْمِصْرِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حذيفة، أخبرنا أبو سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ (الْحَضْرَمِيِّ)، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حَنَشٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ (بْنِ الرَّبِيعِ) الْكَاتِبِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَكُنَّا كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَخَرَجْتُ يَوْمًا، فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَضَحِكْتُ مَعَهُمْ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ، فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ نَافَقْتُ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقُلْتُ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَكُنَّا كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَضَحِكْتُ مَعَهُمْ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ؛ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ "يَا حَنْظَلَةُ! لَوْ كُنْتُمْ عِنْدَ أَهْلِيكُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلائِكَةُ عَلَى فَرْشِكُمْ وَفِي الطَّرِيقِ؛ يَا حنظلة! ساعة وساعة". (مسلم، رقم: ٢٧٥٠) .
1 / 44
وَلَمْ تزل أفاضل النَّاس وأكابرهم تعجبهم الملح، ويؤثرون سماعها، ويهشون إِلَى المذاكرة بِهَا؛ لأنها جمام النفس ومستراح القلب، وإليها تصغي الأسماع عِنْدَ المحادثة، وبها يَكُون الاستمتاع فِي المؤانسة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أخبرنا أبر بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زياد المقرئ النقاش، أبو دَاوُدَ بْنَ وَسِيمٍ أَخْبَرَهُمْ ببوشنج، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ ابْن أَخِي الأصمعي، عَن عمه، قَالَ: أنشدت مُحَمَّد بْن عمران قَاضِي الْمَدِينَة، وَكَانَ من أعقل من رأيت من القرشيين:
يا أيها السائل عَن منزلي ... نزلت فِي الخان عَلَى نفسي
يغدو عَلِي الخبز من خابز ... لا يقبل الرهن ولا ينسي
آكل من كيسي ومن كسرتي ... حَتَّى لَقَدْ أوجعني ضرسي
فقال: اكتبني هذه الأبيات؛ فَقُلْتُ لَهُ: أصلحك اللَّه! إِن هذه لا تشبهك؛ فَقَالَ لي: ويحك! إِن الأشراف والعقلاء تعجبهم الملح.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الحافظ بِأَصْبَهَانَ، أخبرنا أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي فِي كتابه إلي، سمعت أبا العيناء يَقُول: سمعت الأصمعي يَقُول: سمعت الأصمعي يَقُول: النوادر تشحذ الأذهان، وتفتح الآذان. والله تَعَالَى أسأل التوفيق لصالح القول والعمل، ومنه أطلب العفو عما اقترفته من الخطأ والزلل.
1 / 45
معني التطفل فِي اللغة وأول من نسب إِلَيْهِ
قرأت عَلَى الْحَسَن ابْن أَبِي القاسم، عَن أَبِي الفرج عَلِي بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الأَصْبَهَانِي، أخبرني الْحَسَن بْن عَلِي بْن زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَان المازني، أَخْبَرَنَا الأصمعي، قَالَ: الطفيلي الداخل عَلَى الْقَوْم من غَيْر أَن يدعي، مأخوذ من الطَّفْل، وَهُوَ إقبال الليل عَلَى النهار بظلمته.
وأرادوا أَن أمره يظلم عَلَى الْقَوْم، فلا يدرون من دعاه، ولا كَيْفَ دَخَلَ إليهم.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الرافقي فِي كتابه، أَخْبَرَنَا عَلِي بْن مُحَمَّد بْن السري الهمداني، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِمِ بْن خلاد، أَخْبَرَنَا الأصمعي، قَالَ: قولهم طفيلي للذي يدخل وليمة لَمْ يدع إِلَيْهَا، وَهُوَ منسوب إِلَى طفيل، رجل من أهل الكوفة من بَنِي غطفان، وكان يَأْتِي الولائم من غَيْر أَن يدعى إِلَيْهَا، فكان يقال لَهُ طفيل الأعراس والعرائس.
والعرب تسمي الطفيلي: الرائش والوارش، والذي يدخل
1 / 46
عَلَى الْقَوْم فِي شرابهم وَلَمْ يدع إِلَيْهِ: الواغل.
قَالَ امرؤ القيس:
فاليوم فاشرب غَيْر مستحقب ... إثما من اللَّه ولا واغل
أخبرنا علي ابن عَلِي المعدل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم المازني، أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بَكْر التميمي، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُسْلِم بْن قتيبة، قَالَ: ويقال للداخل عَلَى الْقَوْم وَهُمْ يطعمون وَلَمْ يدع: الوارش، وللداخل عَلَى الْقَوْم وَهُمْ يشربون وَلَمْ يدع: الواغل.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِي الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخراز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِمِ بْن بشار الأنباري، قَالَ: والذي يدخل فِي طَعَام الْقَوْم من غَيْر أَن يدعى إِلَيْهِ، يقال لَهُ: الوارش، والوروش؛ والطفيلي من كَلام العامة، نسبوا إِلَى طفيل العرائس، رجل كَانَ بالكوفة يحضر الولائم من غَيْر أَن يدعى إِلَيْهَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِد بْن عَلِي البزاز، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى الكاتب، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى الكرخي، أَخْبَرَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَان المازني،
1 / 47
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَة، قَالَ: كَانَ رجل من بَنِي هلال ينزل الحفر الَّذِي يقال لَهُ اليوم: حفر أَبِي موسى- وَكَانَ أَبُو موسى أول من حفر فِيهِ ركية، فنسب الحفر إِلَيْهِ - وَكَانَ هَذَا المنزل منزلًا من منازل العرب، وَكَانَ رجل من بَنِي هلال ينزله يقال لَهُ: طفيل بْن زلال، فكان إِذَا سمع بقوم عندهم دعوة أتاهم، فأكل من طعامهم؛ فسمي الطفيلي طفيليا بِهِ.
أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الخالع، أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد، أنبأنا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِمِ الكوكبي، أنبأنا بْن عبيد، قَالَ: قَالَ الأصمعي: أول من طَفْل: الطفيل بْن زلال، وأول من زل: أبوه؛ فسمي التطفيل بِهِ، والزل بأبيه.
1 / 48
ذكر مَا كَانَ يسمى بِهِ الطفيلي فِي الجاهلية
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا سفيان، عن عاصم ابن أبي النجود.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ عِدَّةَ دُفْعَاتٍ، أَخْبَرَنَا محمد بن عمرو ابن البختري الزاز، أَخْبَرَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ أَبُو عُثْمَانَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا سفيان بن عتيبة الْهِلالِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ.
عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتُعَلِّمًا وَلا تَغْدُ إمعة بين ذلك.
هذا آخر حَدِيث عَلِي بْن حرب؛ وزاد سعدان: قَالَ سُفْيَان: قَالَ أَبُو الزعراء، عَن أَبِي الأحوص، قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ: كُنَّا ندعو الإمعة فِي الجاهلية الرجل يدعى إِلَى الطعام فيذهب بالآخر مَعَهُ لَمْ يدع.
1 / 49
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أخبرنا أبو روق الهمداني بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزَّعْرَاءِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانُوا يَعُدُّونَ الإِمَّعَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ فَيَذْهَبُ مَعَهُ بِآخَرَ، وَهُوَ الْمُحْقِبُ دِينَهُ الرَّجَّالُ.
قَالَ الخطيب: يَعْنِي المتبع دينه آراء الرجال من غَيْر نظر فِي دليل ولا طلب لحجة، وَهُوَ مأخوذ من الحقيبة الَّتِي تعلق عَلَى الفرس؛ فَكَذَلِكَ هَذَا يعلق أمر دينه عَلَى غيره تقليدًا لا اجتهادًا.
أَخْبَرَنَا عَلِي ابْن أَبِي عَلِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم المازني، أَخْبَرَنَا ابْن بَكْر، أَخْبَرَنَا ابن قتيبة، قال: والضيفين: الَّذِي يجيء مَعَ الضيف وَلَمْ يدع.
1 / 50
باب فيمن دعي إلى طعام فأراد أَن يستصحب مَعَهُ غيره (و)
أن السنة استذان الداعي لَهُ فِي ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْ لَهُ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَغَدَّى عِنْدَنَا فَافْعَلْ. فَقَالَ: "وَمَنْ عندي؟ " فقلت: نعم. (راجع البخاري، رقم:٥٤٣٤؛ ومسلم، رقم: ٢٠٤٠) .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ حَمْزَةُ بن أحمد مَخَلْدٍ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا فَارِسِيًّا كَانَ جَارَ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَتْ مَرَقَتُهُ أَطْيَبَ شَيْءٍ رِيحًا، فَصَنَعَ طَعَامًا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ وَعَائِشَةُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "وَهَذَهِ مَعِي؟ " فقال نعم. (راجع مسلم، رقم:٢٠٣٧) .
1 / 51
أخبرنا الحسن ابن أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن الحسن المعدل، أخبرنا يُوسُفَ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلا فَارِسِيًّا كَانَ جَارَ الرَّسُولِ ﷺ، وَكَانَتْ مَرَقَتُهُ أَطْيَبَ شَيْءٍ رِيحًا، فَصَنَعَ طَعَامًا، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَائِشَةُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ تَعَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "وَهَذَهِ مَعِي؟ " وَأَشَارَ إِلَى عَائِشَةَ؛ فَقَال: لا! ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: "وَهَذَهِ مَعِي؟ " فَقَال لا! ثم أشار إلى الثَّالِثَةَ، فَقَالَ "وَهَذَهِ مَعِي؟ " فَقَالَ: نعم! فذهبت عائشة معه. (راجع مسلم، رقم:٢٠٣٧) .
أخبرنا أبو النعيم الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جفعر بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: صَنَعَ رَجُلٌ مِنَّا يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ طَعَامًا، فَقَالَ: تَعَالَ أَنْتَ وَخَمْسَةٌ مَعَكَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "تَأْذَنُ فِي السَّادِسِ؟ " وَهَكَذَا رَوَاهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ.
أَمَّا حَدِيثُ وَهْبٍ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزْدٍ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ،
1 / 52
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ بَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ أن ائتني أمنت وَخَمْسَةٌ مَعَكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ "أَتَأْذَنُ في سادس؟ "فأذن له. (راجع البخاري، رقم: ٥٤٦١؛ ومسلم، رقم:٢٠٣٦) .
وَأَمَّا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ (بْنِ أَحْمَدَ) بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العباس ابن حمدان، حدثكم محمد أبو أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلا صَنَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ طَعَامًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ تَعَالَ أَنْتَ وَخَمْسَةٌ مَعَكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَأْذِنُهُ في السادس. (راجع البخاري، رقم:٥٤٣٤؛ ومسلم، رقم: ٢٠٣٦) .
1 / 53
ذكر من طفل عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ ﷺ من الصَّحَابَة ﵃
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْبٍ الْجُذَامِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: اجْعَلْ لِي طَعَامًا لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ ﷺ خامس وخمسة، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلرَّجُلِ: "إِنَّكَ دَعَوْتَنِي خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَإِنَّ هَذَا تَبِعَنَا، فَإِنْ أَذِنْتَ وَإِلا رَجَعَ" قال: بل آذن له. (راجع البخاري، رقم: ٥٤٣٤؛ رقم: ٢٠٣٦) .
أخبرناه أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الأَصْفَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى البرتي.
وأخبرناه الحسن ابن أبي بكر شاذان، ومحمد بن عمربن الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ يُوسُفَ الْعَلافُ،
1 / 54
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ؛ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا- وَفِي حَدِيثِ ابْنِ غَيْلانَ: حَدَّثَنِي- إِسْحَاقُ بْنُ الحسن.
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جعفر الأصبهاني، أخبرنا سليمان ابن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ- سَمَّاهُ وَنَسَبَهُ بَعْضُهُمْ مُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ نَازِلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ ﷺ خَامِسَ خَمْسَةٍ؛ فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّكَ دَعَوْتَنِي خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَإِنَّ هَذَا تَبِعَنِي، فَإِنْ هَذَا تَبِعَنِي، فَإِنْ أَذِنْتَ لَهُ وَإِلا رَجَعَ" قَالَ: لا؛ بَلْ نأذن له، واللفظ لحديث ابْن غيلان.
ورواه أيضًا عَن الأَعْمَش أَبُو مُعَاوِيَة الضرير، وأبو عوانة، وعلي بْن مسهر، ويزيد بْن عَطَاء، وعبد اللَّه بْن دَاوُد الخريبي، وعبد اللَّه بْن نمير الخارفي، وزهير بْن مُعَاوِيَة؛ واتفقوا كلهم عَلَى إسناده كرواية سُفْيَان الَّتِي ذكرناها آنفًا، إلا عَبْد اللَّهِ بْن نمير، فَإِنَّهُ قال فيه: عن أبي بن مَسْعُود، عَن أَبِي شُعَيْب؛ فجعله من مسند أَبِي شُعَيْب عَنِ النَّبِيَّ ﷺ.
1 / 55
أما حَدِيث أَبِي مُعَاوِيَة (مُحَمَّد بن خازم) فأخبرناه أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِي بْن مُحَمَّد اليزدي الحافظ بنيسابور، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمدان، أَخْبَرَنَا ابْن شيرويه.
وأخبرناه أَبُو بَكْر البرقاني، قَالَ: قرأت عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد، حدثكم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن شيرويه. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ- وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ -، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، فَقَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اجْعَلْ لِي طَعَامًا؛ فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنِ يأتيه وجلساءه الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَامُوا مَعَهُ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ حِينَ دُعُوا، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ قَالَ لِصَاحِبِ الْمَنْزِلِ: "إِنَّ رَجُلا تَبِعَنَا لَمْ يَكُنْ مَعَنَا حِينَ دَعَوْتَنَا، فَإِنْ أَذِنْتَ لَهُ دَخَلَ "، قَالَ: قَدْ أَذِنَّا لَهُ؛ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَدَخَلَ الرَّجُلُ.
أما حَدِيث أَبِي عوانة؛ فأخبرناه عَلِي بْن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم، أَخْبَرَنَا معاذ بْن المثنى، أَخْبَرَنَا مسدد، أخبرنا أبو عوانة، وأخبرناه أَبُو نعيم الحافظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرو بْن حمدان، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن سُفْيَان، أَخْبَرَنَا هدبة بْن خَالِد، أَخْبَرَنَا أَبُو عوانة.
وأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ (بْنِ أَحْمَدَ) بْن غالب واللفظ لَهُ،
1 / 56
قَالَ: قرئ عَلَى أَبِي بَكْر الإسماعيلي وأما أسمع: أخبرك يَحْيَى بْن مُحَمَّد الحنائي، أَخْبَرَنَا سُفْيَان، أَخْبَرَنَا أَبُو عوانة.
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ أَبْصَرَ فِي وَجْهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ الْجُوعَ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لَهُ: اجْعَلْ لِي طَعَامًا لِخَمْسَةِ نَفَرٍ لَعَلِّي أَدْعُو رَسُول اللَّهِ ﷺ مَعَ خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ طَعَامًا وَدَعَاهُ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ وَلَمْ يُدْعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "تَبِعَنَا رَجُلٌ، أَتَأْذَنُ لَهُ"؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْمَدِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَّا يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبٍ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، فَعَرَفَ فِي وَجْهِهِ الْجُوعَ، فَأَتَى غُلامَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْجُوعَ، فَاصْنَعْ لِي طعاما يكفي خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، ثُمَّ دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى الْبَابِ، قَالَ: "إِنَّهُ قَدْ تَبِعَنَا رَجُلٌ، فَإِنْ أَذِنْتَ لَهُ وَإِلا رَجَعَ "قَالَ: لا! بَلْ آذَنُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا
1 / 57
يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْحَمْرَاوِيُّ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو شُعَيْبٍ الأَنْصَارِيُّ لِغُلامٍ لَهُ لَحَّامٍ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا لِخَمْسَةِ نَفَرٍ لَعَلِّي أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَقَدْ أَبْصَرْتُ فِي وَجْهِ رسول اله ﷺ الْجُوعَ، فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجَلٌ لَمْ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِصَاحِبِ الطَّعَامِ: "إِنَّهُ اتَّبَعَنَا رَجُلٌ، أَفَتَأْذَنُ لَهُ"؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيم، أَخْبَرَنَا معاذ بْن المثنى، أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا خَامِسَ خَمْسَةٍ أَوْ سَادِسَ سِتَّةٍ أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَإِنِّي رَأَيْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْجُوعَ؛ فَدَعَاهُ، فَاتَّبَعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ: "أَتَأْذَنُ لَهُ؟ ".
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ نُمَيْرٍ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ رجل الأَنْصَارِ يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْجُوعَ، فَأَتَيْتُ غُلامًا لِي
1 / 58
قَصَّابًا، فَأَمَرْتُهُ أَنْ يَجْعَلَ طَعَامًا لِخَمْسَةِ رِجَالٍ، ثُمَّ دَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَجَاءَ خَامِسَ خَمْسَةٍ وَمَعَهُمْ رَجُلٌ، فلما دنا رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَابِ قَالَ: "إِنَّ هَذَا قَدْ تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ وإلا رجع".
وَأَمَّا حَدِيث زهير؛ فأخبرنيه أَحْمَد بْن عَلِي بْن مُحَمَّد اليزدي، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد الحافظ إملاء، أَخْبَرَنَا أَبُو عروبة السلمي، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْن عَمْرو- أَخْبَرَنَا زهير، عَنِ الأَعْمَش بنحو مَا تقدم.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيث عمار بن زريق، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي سُفْيَان، عَن جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ.
كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْيَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْجَوَّابِ الأَحْوَصُ بْنُ جواب، أخبرنا عمار بن زريق، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي سُفْيَان، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعْبَةَ، كَانَ لَهُ غُلامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ: أَصْلِحْ لَنَا طَعَامًا لَعَلِّي أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَادِسَ سِتَّةٍ، فَدَعَاهُمْ، فَاتَّبَعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ هَذَا قَدِ اتَّبَعَنَا، فَتَأْذَنُ لَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. هكذا قَالَ فِي هذه الرواية أَبُو شُعْبَة، والصواب أَبُو شُعَيْب كَمَا ذَكَرْنَا أولًا. والله أعلم.
1 / 59
باب في التغليط عَلَى من أتى طعامًا لَمْ يدع إِلَيْهِ
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عمرو اللؤلؤي، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأشعث.
أَوْ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْن عُمَر المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى. قَالا: أَخْبَرَنَا مُسَدَّدٌ، أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، أَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ- وَفِي حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ نَافِعٍ- قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "من دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ فَقَدْ دَخَلَ سَارِقًا وخرج مغيرا" (أبو داود، رقم: ٣٧٤١) .
تفرد برواية هَذَا الْحَدِيث عَن نَافِع مولى ابْن عُمَر أبان بْن طارق، وعن أبان درست بْن زِيَاد.
وَقَدْ رَوَاهُ عَن درست أيضًا مُحَمَّد بْن سَعِيد الخزاعي، والصلت بْن مَسْعُود الجحدري، وإسحاق ابْن أَبِي إسرائيل المروزي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرعرة الشامي، والعباس بْن يَزِيد البحراني.
1 / 60
أَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ محمد حَسْنَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر أحمد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ: "مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ خَرَجَ مُغِيرًا".
وَأَمَّا حَدِيثُ الصَّلْتِ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ (بْنُ مُحَمَّدِ) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن غيلان لا أُحْصِيهَا كَثْرَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا صلت بن مسعود.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ لَفْظًا، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا الدُّورِيُّ، أَخْبَرَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ. أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا أبان بن طارق، بن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "الْوَلِيمَةُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ فَقَدْ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَج مُغِيرًا".
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن جعفر بن عَلانُ الْوَرَّاقِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَاسِينَ، أَخْبَرَنَا إسحاق ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ،
1 / 61
أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ "مَنْ دُعِيَ فَلْيُجِبْ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا".
وأما حديث ابن عرعرة، فأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا ".
وَأَمَّا حَدِيثُ الْعَبَّاسِ الْبَحْرَانِيُّ؛ فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ صَاحِبُ الشَّطَوِيِّ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ: "مَنْ دُعِيَ فَلْيُجِبْ، وَمَنْ دَخَلَ عَنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا".
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ
1 / 62