Taswir Wa Aclam Musawwirin Fi Islam
التصوير وأعلام المصورين في الإسلام
Genres
وكان رجال المدرسة الهندية المغولية يصورون بعض الموضوعات التي عرفها زملاؤهم الإيرانيون، كما كانوا يرسمون في كثير من الأحيان الناكسين والمتقشفين من الهنود، يستقبلون الأمراء والنبلاء، ويسدون إليهم النصائح الثمينة.
وكان الشاه جهان أقل اهتماما بالتصوير من أسلافه ومع ذلك فقد ظل إنتاج الصور الشخصية عظيما في الهند. ومن أشهر مصوري هذا العصر مير هاشم ومحمد فقير الله خان.
ولما تولى أورنجزيب (1658-1707) انقطعت صلة المصورين بالبلاط، وأصبح النبلاء وكبار الموظفين مصورين يشملونهم برعايتهم، وكان زوال الرعاية الإمبراطورية إيذانا باضمحلال المدرسة الهندية المغولية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
أما المدرسة الأخرى وهي مدرسة راجبوت في الهند فقد كانت تقوم إلى جانب المدرسة المغولية، ولكن أساليبها الفنية كانت مأخوذة عن الأساليب الفنية في نقوش الجدران بالهند القديمة، وكانت فضلا عن ذلك شعبية تختلف في موضوعاتها عن المدرسة المغولية. وبينما كان رجال المدرسة المغولية يرسمون صور الأباطرة، وصور الحوادث المهمة، وصور الحيوانات والطيور، كان الفنانون في مدرسة راجبوت يرسمون الموضوعات المستمدة من القصص الشعبية، والملاحم الهندية، ونوادر الآلهة والقديسين. وأقدم ما يعرف من الآثار الفنية المنسوبة لمدرسة راجبوت يرجع إلى القرن السادس عشر.
وفي دار الكتب المصرية مرقعات من الصور الهندية في إحداها صور من المدرسة الهندية المغولية في القرن الثامن عشر وقد كتب بعض اسم بهزاد أو ماني. ولكن ألوانها وموضوعاتها وملابس الأشخاص المصورين فيها وأسلوبها الفني؛ كل ذلك ينطق بأنها هندية من العصر المتأخر الذي اضمحل فيه التصوير الهندي، بعد أن تخلى عن تعضيده البلاط الإمبراطوري في بداية القرن الثامن عشر.
خاتمة
ولا يسعنا أن نختم هذا الحديث بغير أن نذكر أن المجال لم يتسع هنا للكلام عن كثيرين من المصورين الذين وصلت إلينا بعض آثارهم الفنية أو الذين جاء ذكرهم في بعض كتب الأدب والتاريخ أو في الكتب النادرة التي ألفها بعض المؤلفين الإيرانيين أو الترك للحديث عن الخطاطين والمصورين. وحسبنا أن نشير إلى أن أقدم من وصلتنا أسماؤهم من المصورين يرجعون إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر، وهم الكتامي وابن عزيز العراقي وقصير البصري وأحمد بن يوسف ومحمد بن محمد وأبو تمام حيدرا في القرن العاشر. وقد جاء اسمه على رسم فارسي في ورقة محفوظة بمجموعة الأرشيدوق رينر بمتحف فينا. كما نعرف أيضا جمال الأصفهاني الذي كان مصورا في بلاط طغرل الأمير السلجوقي في إيران سنة 1180. أما عبد الله بن الفضل ويحيى بن محمود الواسطي ، فقد مر ذكرهما في حديثنا عن المدرسة العراقية.
واشتهر في العصرين المغولي والتيموري أستاذ جنج وأستاذ جهانجير البخاري وبير سيد أحمد التبريزي وجنيد نقاش السلطاني وبير علي وأمير شاهي وسلطان علي الشستري وإبراهيم التبريزي وغياث الدين.
أما منذ عصر بهزاد فقد زاد عدد المصورين ونمت العناية بهم إلى حد ما، فدونت أسماؤهم ولا سيما من جمع منهم إلى فن التصوير، فني التذهيب والخط الجميل.
شكل 1: فقهاء يتجادلون في مسجد من تصوير بهزاد في مخطوط «بستان سعدي» بدار الكتب المصرية.
Unknown page