78

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genres

ولكنا أهل بيت خلقنا للبلاء (1)، انه اتهمنا وزعم أن لا يصدقنا حتى ترسل معنا بنيامين برسالة منك تخبره عن (2) حزنك، وما الذي أحزنك؟ وعن سرعة الشيب إليك، وذهاب بصرك، وقوله: (منع منا الكيل) في المستقبل وإلا فهم كانوا قد اكتالوا، أي منع منا في المستقبل إن لم نأته بأخينا لقوله: (فلا كيل لكم عندي ولا تقربون) (3) فأرسل معنا، فإن لم ترسله معنا منعنا الكيل فأرسله معنا (وإنا له لحافظون) (4) من أن يصيبه سوء أو مكروه.

(قال - يعقوب:- هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل) ، وإنما قرعهم (عليه السلام) ليحثهم على حفظه وكلاءته وإلا فإنه كان يعلم أنهم في هذه الحال لا يفعلون ما لا يجوز، ثم قال: (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) (5)، يرحم ضعفي، وكبر سني ، ويرده علي.

روي في الخبر أن الله سبحانه قال: فبعزتي وجلالي لأردنهما إليك بعد أن توكلت علي، (ولما فتحوا متاعهم) يعني أوعية الطعام (وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي) أي أي [شيء] (6) نطلب بعد هذا؟ كال لنا، ورد علينا بضاعتنا، أرادوا أن تطيب نفس يعقوب، ويرسل معهم أخاهم، أي فلا ينبغي أن نخاف على أخينا ممن قد أحسن إلينا هذا الاحسان، فأرسله معنا فإنا نحفظه، ونرده سالما، (ونزداد كيل بعير) (7) لأن يوسف (عليه السلام) كان لا

Page 104