129

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genres

الخطيب في الأربعين: بالاسناد عن محمد بن كعب أن أبا طالب لما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) يتفل في فم علي، فقال: ما هذا، يا محمد؟

قال: إيمان وحكمة.

فقال أبو طالب لعلي: يا بني، انصر ابن عمك وآزره. (1)

وإذا استقرأت ورمت معرفة من كان أشد متابعة، وأعظم حياطة للنبي (صلى الله عليه وآله)، وأعظم محاماة عنه وعن دينه لم تجد في المهاجرين والأنصار وغيرهم من المسلمين مثل أبي طالب رضي الله عنه وولده، فإن أحدا لم يحام عن رسول الله كأبي طالب، فإنه ذب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدة حياته بمكة، وكذلك لما حضر في الشعب، حتى ان رسول الله لم يمكنه بعد موته الاقامة بمكة، وهبط عليه جبرائيل وقال: يا محمد، إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: اخرج قد مات ناصرك. (2)

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما نالت قريش مني ما نالت وما أكره حتى مات أبو طالب. (3)

ثم لم يستقر حتى خرج (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف.

وكذلك ولده جعفر رضي الله عنه لم يزل يذب في إعلاء كلمة الاسلام ونصر الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى قتل في دار غربة مقبلا غير مدبر، وسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) «ذا الجناحين» لأن يديه قطعتا في الحرب، فأبدله

Page 156