188

Tasliyat Ahl Masaib

تسلية أهل المصائب

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

الباب الخامس والعشرون: في أن الله يثبت الذين آمنوا عند المسألة قال الله تعالى: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ . قال أكثر المفسرين: هي كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله في الحياة الدنيا - يعني قبل الموت - وفي الآخرة يعني في القبر ـ. وذهب بعض المفسرين إلى أن قال: في الحياة الدنيا في القبر عند السؤال، وفي الآخرة: عند البعث، والأول أصح. «عن البراء بن عازب ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: المسلم إذا سأل في قبره، فشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فذلك قوله تعالى: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ وفي لفظ: نزلت في عذاب القبر. يقال له: من ربك؟ فيقول ربي الله ونبيي محمد، وذلك قول الله: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت﴾ الآية» . رواه البخاري ومسلم، ورواه أحمد مطولًا، وأهل السنن والمسانيد. وراه الإمام أبو داود في سننه بأتم من هذا، «من حديث البراء أيضًا، ولفظه: قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولم يلحد، فجلس رسول الله ﷺ وجلسنا حوله، كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فرفع رأسه وقال: استعيذوا بالله القبر، مرتين أو ثلاثًا. وذكر صفة قبض الروح وعروجها إلى السماء، ثم عودها إليه، إلى أن قال: وإنه ليسمع خفق نعالهم - إذا ولو مدبرين - حين يقال له: يا هذا، من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وفي لفظ فيأتيه ملكان، فيجلسانه ويقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول الله، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب ﷺ وآمنت به وصدقت؟ فذلك قوله: ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ قال: فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها. قال: ويفسح له مد بصره. قال: وإن الكافر، فذكر موته، قال: وتعاد روحه إلى جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه ويقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري! فيقولان له:

1 / 196