وأما القمر، فلأنه أسرع سيرا من الشمس، فهو أبدا يلحقها ثم يجوزها، فيرى هلالا، ويختلف بعده عن الشمس في أول وقت رؤيته لمثل الأسباب التي تختلف لها رؤية الكواكب. وقد يعمه ويعم الكواكب سبب آخر تختلف به رؤيتها، وهو اختلاف حال الهواء أو غير ذلك من الأسباب التي هي خارجة عما نحن فيه.
فأما سبب رجوع الكواكب الخمسة المتحيرة، فهو أنه لكل واحد منها فلك تدوير، فمتى كانت في أعلى ذلك الفلك، كان مسيرها فيه إلى ناحية المشرق وكان ذلك زائدا في مسيرها في فلك البروج.
وبحسب ذلك تسير، إذا كانت في أسفل فلك التدوير، إلى ناحية المغرب، وإذا كان هذا المسير إلى ناحية المغرب أكثر من مسير فلك التدوير إلى ناحية المشرق، رئي الكوكب راجعا. والشمس والقمر والكواكب الثابتة، ليس يعرض لها شيء من ذلك.
وأما عظم أجرام الكواكب والشمس والقمر، وأبعادها من الأرض، فهي على ما أصف: أعظمها جرما الشمس، وهو نحو من 166 مرة مثل الأرض.
وبعدها في العظم الكواكب الثابتة التي في العظم الأول، ومقدار كل واحد منها نحو من 94 مرة مثل الأرض.
وبعدها في العظم المشتري، وهو نحو من 82 مرة مثل الأرض.
وبعده في العظم زحل، وهو نحو من 79 مرة مثل الأرض.
Page 13