وسبب اختفاء الكواكب تحت شعاع الشمس، هو إدراك أحدهما الآخر: أما الكواكب التي هي أسرع سيرا من الشمس، فإنها تدركها ثم تجوزها، وأما التي هي أبطأ سيرا من الشمس، فإن الشمس تدركها ثم تجوزها، والتي هي أبطأ سيرا من الشمس هي الكواكب الثابتة وزحل والمشتري والمريخ.
وإذا دنت منها الشمس خفي ضوؤها واستترت عن الأبصار ويسمى ذلك الغيبوبة بالعشيات، وإنما سمي ذلك بهذا الاسم لأنها تغيب في شعاع الشمس ولا ترى، ويكون ذلك من أمرها بعد أن كانت ترى بالعشيات. وإذا جازت الشمس هذه الكواكب، ظهرت الكواكب بالغدوات، وسمي ذلك الطلوع بالغدوات.
وأما الزهرة وعطارد، فإنهما يكونان أحيانا أسرع سيرا من الشمس، وأحيانا أبطأ سيرا من الشمس أو راجعين. فإذا كانا أبطأ سيرا من الشمس أو راجعين، كانت قصتهما كقصة الكواكب الباقية، ودنت منهما بلحوقها إياهما واستترا، وسمي ذلك من أمرهما الغيبوبة بالعشيات، وإذا جازتهما وظهرا، سمي ذلك الطلوع بالغدوات. فإذا كانا أسرع سيرا من الشمس، فدنوا منها واستترا بلحوقهما إياها، سمي ذلك من أمرهما الغيبوبة بالغدوات، وإذا جازاها وظهرا بالعشيات، سمي ذلك طلوعهما بالعشيات.
Page 12